السلام عليكم
قبل سنتين و9 أشهر تقريبا عانيت من وسواس قهري واكتئاب.. ومن ذلك الوقت أتناول نوعين من الأدوية: solian 500mg وlecital 40 mg
حالتي مستقرة الآن، ولكن حالة الزعل تنعكس حالتي وأشعر بهم وخوف شديدين... عندما كان عمري 17 عاما، أصيبت أمي بحالة اكتئاب شديدة ووالدي كان بعيدا عنا والوضع كان سيئا. وكنت أنا أكثر من يقضي الوقت مع أمي.
وتحسنت حالة أمي في السنة الأخيرة من جامعتي وحاليا تحسن الوضع المادي ووالدي رجع إلينا.. وأنا حاليا أعمل كمبرمجة..
في طفولتي كنت أعاني من زيادة في الوزن.. لذا في عمر الـ11 عاما التزمت بـ نظام غذائي أفقدني 18 كجم من وزني. ولكني استمررت عليه في أثناء ممارستي للكاراتيه واللياقة البدنية وقد خسرت الكثير من شعر رأسي وأمي لاحظت نقصا في نموي الجسدي ونمو صدري وعدم انتظام في الدورة الشهرية... وكذلك أحب أن أذكر أني حساسة جدا جدا...
كذلك في طفولتي منذ الثامنة من عمري اعتدت على ممارسة العادة السرية يوميا وأكثر من مرة في اليوم.. والحمد لله تخلصت منها منذ سنتين تقريبا.
وأحب أن أذكر أني عانيت من غيرة شديدة من ناحية الجمال من أختي أولا ومن الفتيات الأخريات أيضا... مع أني فتاة جميلة والحمد لله، ولكن أختي قد لفتت انتباهي لأمور الشباب ونظراتهم للفتيات منذ سن صغيرة جدا منذ سن 12 من عمري حيث إن أختي تكبرني بـ 4 سنوات... فهذه الأمور تراكمت معي منذ وقت طويل.
وأنا الآن أتمنى أن تساعدوني في أن أستغني عن الأدوية وأن أغير طريقة تفكيري للأفضل..
وشكرا لكم
29/3/2025
رد المستشار
الابنة العزيزة الفاضلة "قطر" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك.
تبدو رسالتك مختصرة جدا في سردها لمعاناتك النفسية فقد اكتفيت دون وعي منك بالتلميح والإشارة لعديد من النقاط التي تحتاج كل منها إجابة منفصلة في حال توفرت التفاصيل اللازمة للرد عليها، ومع ذلك سأحاول أن أبني ردي على القليل الذي ذكرته لنا.
أن يكون الوسواس القهري مصحوبا باكتئاب أو يكون الاكتئاب مصحوبا بوسواس قهري هذا هو الأمر الشائع خاصة في الإناث وإن كانت هذه الملاحظة مبنية فقط على خبرتي الإكلينيكية، وليست لدي دراسات تدعم ذلك، لكن من فضل الله عز وجل أن علاج الوسواس القهري هو نفسه علاج الاكتئاب ولا أدري مع الأسف ما هي العقاقير التي تتناولينها لأنك ذكرت أسماءها التجارية التي تختلف من بلد إلى بلد، ولم تذكري الأسماء العلمية الموحدة، ولكنني أحسب أنك تتناولين أحد عقاقير الم.ا.س.ا وغالبا عقّأر Citalopram على أي حال فهي ضد الاكتئاب والوسوسة.
يخيفني ويقلقني ما أشرت إليه من أنك بدأت ممارسة الحمية المنحفة (الرجيم) من عمر 11 سنة فهذا أمرٌ في غاية الخطورة خاصة إذا صاحبته طريقة تفكير كتفكيرك وعزيمة وإرادة قوية كإرادتك (فقدت 18 كيلو جراما من وزنك خلال فترة الحمية المنحفة وأنت في سنًّ صغيرة) وما يخيفني أكثر هو استمرارك على الحمية المنحفة حتى الآن رغم أنك تمارسين الرياضة وأحسب أن لديك بعض علامات النقص الغذائي مثل تساقط تاج رأسك (الشعر) والنقص في نموك الجسدي ونمو صدرك ومثل عدم انتظام الدورة الشهرية وهو ما قد يعني عدم كفاية كمية الدهون التي يختزنها جسدك ليكون نزول الطمث ممكنا.. لست متأكدا من خطورة الموقف بالطبع أو صدق ما ذهبت إليه في تخميني، لأنك لم تذكري لنا لا طولك ولا وزنك ليكون حساب منسب كتلة الجسد ممكنا، لكنني أنصحك بأن تقرئي ما تأخذك إليه الروابط التالية:
لماذا تفشل أساليب الرجيم الغذائية
اضطرابات الأكل النفسية: التعريف
تسألين في آخر استشارتك عن طريقة لتغيري من أسلوب تفكيرك وتطمحين للاستغناء عن العقاقير، وهنا يجب أن أوضح لك عديدا من النقاط يا صغيرتي:
1- لديك تاريخ أسري للاكتئاب إذ أصيبت به الوالدة عافاها الله وهو ما قد يشير بوجود استعداد وراثي لديك للاكتئاب والاكتئاب مرض شديد بطبيعته ومعنى ذلك أن تركك للعقاقير قد يجعل من تكرار حدوث الاكتئاب احتمالا قويا فمن أهم آثار الحمية المنحفة النفسية الاكتئاب والقلق والحساسية النفسية الزائدة
2- وغير ذلك، وأنت تعيشين في حمية منحفة مزمنة أي أن استعدادا للاكتئاب بسبب اتباعك للحمية الغذائية المنحفة يضاف إلى استعدادك الوراثي وإن كنا في حالتك أكثر ثقة من تأثير الحمية السلبي عليك من ثقتنا في وجود عامل وراثي فقد يكون اكتئاب والدتك اكتئابا مختلف الأسباب، وربما لعوامل اجتماعية وأسرية.
3- من الواضح أن لديك بعض السمات المعرفية لمرضى الوسواس القهري كما يظهر من غيرتك الشديدة ونزوعك للوم ذاتك، وقلقك وغير ذلك وهذه كلها أمور تحتاج تصحيحا قبل أي تفكير في وقف العقاقير العلاجية التي تحسنت بفضل الله عليها.
4- لم توضحي لنا ما إذا كنت عولجت معرفيا أو لا لأنك (وأي مريض وسواس قهري أو اكتئاب) قبل أن تفكري في الاستغناء عن العقاقير العلاجية لابد من أن تبحثي عمن يقدم لك العلاج المعرفي السلوكي المناسب لحالتك.
إذن عليك أن تراجعي طبيبك المعالج واطلبي منه أن يجري لك علاجا معرفيا سلوكيا أو أن يحيلك إلى من يستطيع القيام به، وتابعينا بأخبارك