ميولي الشاذة
أنا شاب أعزب عمري ٣٠ سنة أعاني من حالة اكتئاب مزمن وقلق مستمر واضطرابات في النوم وعدم تقدير الذات بسبب الشذوذ الجنسي وأمر بنوبات هلع على فترات.
نشأت في أسرة مفككة مكونة من أب لا أعرف عنه إلا أنه مصدر للرعب كان شديد العنف والعصبية وأم مريضة بتشكيلة أمراض نفسية عديدة كالوسواس القهري والنرجسية والبيدوفيليا والاكتئاب وأحيانا الهلوسة. وأخت أكبر مني بـ٦ سنوات أصابها بعض أو كل ما أصابني من العقد والانحرافات بسبب العنف الأسري والتحرش والخلافات اليومية بين الأم والأب التي تصل للاشتباك بالأيدي والسباب بأبشع الألفاظ وكنا نتعرض للعقاب البدني من الطرفين إلى أن تم الانفصال بين أمي وأبي بعد مشاجرات وفضائح وانقطعت صلتنا بأبي وأنا في سن ٧ سنوات وعشت مع أختي في حضانة أمي فصل جديد من العنف الأسري.
كنت في المرحلة الابتدائية شغوف بالتعلم وبرعت في الرسم من الصغر مثل أختي ووجدنا فيه متنفس لمخاوفنا ومشاعرنا السلبية وكنا نقضي فيه ساعات طويلة.
كانت أمي شديدة العصبية وسريعة الغضب وعقابها لنا كان أشبه بالانتقام أكثر منه تقويم وكانت كثيرا تصرخ بأنها تكرهنا وتتمنى لنا الموت وتلعن اليوم الذي أنجبتنا فيه لأننا السبب في تعاستها فترسخ لدينا شعور بأننا مذنبين في حقها وأنها تضحي بسعادتها من أجلنا رغم أنها لم تكن أم مضحيهة كسائر الأمهات بل كانت أنانية لأبعد حد لا تهتم بنا بقدر اهتمامها باحتياجاتها أولا مثلا تقرر أن تطبخ عندما يحلو لها وليس بسبب شعورنا بالجوع لدرجة البكاء وكانت تتظاهر بالمثالية والتحضر أمام الناس وفي التجمعات العائلية ولكن بمجرد أن تنفرد بي وبأختي تعود إلى طبيعتها القاسية ومعاملتها السيئة كانت ومازالت لا تصلي ولا تعرف شيء عن الدين والحلال والحرام كانت مدخنة شرهة للسجائر وكانت ترسلني لشرائها وتعاقبني إذا تأخرت عليها وكانت مدمنة لمشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الهزلية ومن أكثر المشاهد المحزنة التي لا أنساها عندما كانت أختي في المرحلة الثانوية وأرسلت المدرسة لأمي استدعاء ولي أمر بسبب هروبها من المدرسة فعاقبتها أمي بأن ربطت يديها بحبل وكوت لها فخدها بملعقة ساخنة وظلت تصرخ حتى فقدت الوعي وتركتها مقيدة لليوم التالي وكنت أضع لها الثلج وأطعمها وهي مقيدة اليدين.
كانت تتعامل معي بعنف في كل شيء عند تمشيط شعري تجعلني أبكي من الألم وكلما بكيت تصفعني على فمي لأصمت كنت أكره الاستحمام بسبب خشونتها المفرطة في تحميمي حتى احمرار جلدي وتعرضي للصفع على وجهي بكثرة في الحمام لأن عندها وسواس رهيب في مسالة النظافة كنت أراها تغسل يديها عشرات المرات بشكل متتابع وكانت تصر أن تحممني أنا وأختي حتى سن ١٥ تقريبا وكانت تضع في فمي فلفل حار إذا أبديت اعتراض أو علا صوتي وكان هذا العقاب مصدر رعب لنا لأن إصبعها كان يصل إلى الحلق ونالت أختي النصيب الأكبر من هذا العقاب وصوتها مبحوح إلى يومنا هذا بسبب تأثر أحبالها الصوتية.
كانت إذا أرادت غسل ملابسي تخلعها عني وأنا نائم دون سابق إنذار وتتركني عاريا وفي أحد المرات وأنا عمري ٩ سنوات خلعت ملابسي لتغسلها فوجدت آثار من البراز في سروالي الداخلي أيقظتني بعنف لتوبخني وكانت تردد ما هذا بطريقة هستيرية لدرجة أني بكيت ثم 0بدأت تشرف بنفسها على نظافة هذا المكان باستمرار وكانت تتعمد إدخال إصبعها في دبري بالماء والصابون لتتأكد من نظافتي وتضع لي مناديل ورقية لفترات طويلة وتضربني إذا حاولت إزالتها ثم زادت على ذلك أن تضع لي تحاميل طبية مطهرة أثناء نومي وكانت تبالغ أحيانا في إدخال إصبعها أكثر من اللازم بينما تتحدث إلي بصوت خافت أنها تحبني وتهتم بي وتعاقبني لأكون أفضل وقتها لم أفهم أنها تتحرش بي جنسيا كنت أتظاهر بالنوم وأشعر بالخوف ولكن كنت مستمتع بمداعبتها السرية لي التي لا تستغرق أكثر من دقيقتين واكتشفت فيما بعد أنها تفعل ذلك بأختي أثناء نومها في السرير المجاور لي كانت تضع لها تحاميل وتغير لها الفوط الصحية وكنت أتظاهر بالنوم محاولا التلصص على ما تفعله بأختي.
علاقتي بأختي كانت قوية ومتينة ولكنها لا تخلو من ألعاب جنسية بريئة أثناء غياب الأم كانت أختي تطلب مني أن أرضع من صدرها وأن أعبث في أماكنها الحساسة بينما هي مندمجة في الرسم وأذكر أنها مارست العادة السرية أمامي أكثر من مرة وكانت بمثابة أمي الحقيقية التي أطلب رضاها باستمرار ولا أعصي لها أمرا عن طيب خاطر كانت تعد لي سندوتشات المدرسة وتساعدني في المذاكرة والرسم وكنت ملتصقا بها لأنها شريكتي في رحلة العذاب كانت كلما بكيت أو شعرت بالخوف تضمني إلى صدرها بكل احتواء وتقول لي أنا هنا معك لا تخاف وبحكم هذا الالتصاق كنت أشاركها لحظاتها الخاصة أثناء ارتداء ملابسها أو وضع مساحيق التجميل أو حتى إزالة الشعر من جسدها وكنت أأنس بمراقبتي لها وفي أحد المرات على سبيل المزح قالت لي سأحولك إلى فتاة وجلست فوقي ووضعت لي مساحيق تجميل في وجهي وأخذت تقبلني في فمي وهي تضحك وشعرت بإثارة من تصرفها كنت في عمر ١٤ تقريبا وكانت أمي تتركنا وحدنا في المنزل لساعات طويلة وبدأت تنشغل عنا وتدخل في علاقات متعددة مع رجال وفي تلك الفترة أهملتنا تماما وتوقفت عن إعطائنا التحاميل حتى بدأنا أنا وأختي نعطيها لبعضنا البعض كنوع من التسلية.
تزوجت أختي وأنا في عمر ١٦ من ابن جارتنا وبعد انتهاء ليلة الزفاف أصبت بنوبة هلع وبكيت بشكل هستيري في غرفتنا وأدركت أن علي أن أواجه الحياة بمفردي لم أستطع التأقلم مع زملائي بالدراسة في أي مرحلة وفشلت في تكوين صداقة عميقة مع أي شخص كنت أتعرض للتنمر بسبب عزلتي وانعدام ثقتي بنفسي وقصر قامتي وضعف بنيتي الجسدية وانغلقت على نفسي أكثر وأكثر كان وقتي مقسم بين المذاكرة والرسم ومشاهدة التلفاز مع أمي وتعلمت ممارسة العادة السرية وبدأت أجرب إدخال أشياء في فتحة الشرج بأحجام مختلفة وفي أحد المرات أدخلت علبة كريم صغيرة ولم أستطع إخراجها لمدة يوم كامل وعندما فشلت كل محاولاتي استعنت بأمي وأنا في قمة الخوف والإحراج وبعد أن أخرجتها مني بصعوبة طلبت مني أن أظل ساكنا بنفس الوضع وأحضرت حزام وجلدتني على مؤخرتي بكل قوتها بينما كانت تسبني بأبشع الألفاظ وتنعتني بالشذوذ ورغم شدة الألم كنت مستسلم لها تماما وأبكي في صمت ولم أحرك ساكنا حتى انتهت من عقابي . وظلت تعايرني بهذا الموقف وتذكرني به لسنوات طويله وتهددني أنها ستفضحني وتخبر أفراد العائلة إذا خالفت لها أمرا.
توقفت عن ممارسة العادة السرية بعد هذه الواقعة وأنهيت المرحلة الثانوية بمجموع متواضع وبدأت حياتي الجامعية كمغترب في سكن للطلاب وأعود لمنزل أمي يوم العطلة الأسبوعية كانت أمي قد تزوجت في هذه الفترة وأخبرتني صراحة أن وجودي في المنزل غير مرغوب فيه وأصبحت أقيم في سكن الطلاب لفترات طويلة وتعرفت على صديق من أسرة غنية وتوطدت صداقتي به كان طبعه هادئ بعكس الآخرين وكنت أطيعه وأقلده في كل شيء جعلني أدمن مثله الأفلام الإباحية وعلمني تدخين المخدرات وفي أحد الأيام كان يمزح معي بخشونة وهو أقوى مني جسمانيا وكنا نتحدى بعضنا فيمن يخلع ملابس الآخر حتى تمكن من خلع ملابسي و تطور الأمر إلى ممارسة كاملة وكنت المفعول به في العلاقة بعدها ندمنا وتعاهدنا ألا نعيد ذلك ولكن تكرر الفعل بيننا عدة مرات على فترات كان في البداية بمبادرة منه حتى أدمنت القيام بدور الأنثى في العلاقة وأصبحت أطلبها منه على استحياء فبدأ يستغل احتياجي في تسخيري لغسل ملابسه وتنظيف غرفته وشراء مستلزمات وأشغال شاقة وعندما أنتهي من كل ذلك يكافئني بالممارسة حتى أعلن صديقي توبته وقام بتغيير محل سكنه وانضم لمجموعة من الطلبة الملتحين وقطع علاقته بي تماما.
دخلت في حالة اكتئاب حادة وأضربت عن الطعام وفقدت نصف وزني أصبح وزني وقتها ٤٠ كجم وعدت إلى منزل أمي للاستشفاء وكانت تلك الفترة الوحيدة في حياتي التي شعرت فيها باهتمام أمي بي أخذتني إلى الأطباء وأجرت لي فحوصات وتحاليل وكانت تجعل زوجها يحملني إلى الحمام وتضع الطعام في فمي عندما أرفض الأكل. وتهتم بنظافتي وتقليم أظافري وعاودت إعطائي التحاميل في هذه الفترة وكنت أشعر حينها بحرج بالغ ولكن لا أعترض بسبب سريان رعشة في جسدي تمنعني من الكلام وكانت هي المرة الأخيرة التي تفعل بي ذلك وأنا في سن ١٩
بعد سنوات تخرجت من الجامعة وانخرطت في سوق العمل ولكن بلا هدف لم يفارقني يوما شعوري بالدونية والعار حاولت الالتزام بالصلاة على فترات متقطعة ولكن عودتي لممارسة العادة السرية كانت تمنعني من الاستمرار فكرت في الانتحار أكثر من مرة ولكني لم أجرؤ على التنفيذ أدمنت وسائل التواصل وغرف الدردشة بحسابات وشخصيات وهمية وفي الغالب أتقمص دور الأنثى في المحادثات ولكن لا يتعدى الأمر الدردشة الكتابية فقط. حاولت جاهدا أن أعالج نفسي من الشذوذ وكلما أحرز تقدما أعود لأنتكس من جديد. فكرت في إجراء جراحة تأنيث وبدأت أتعاطى حبوب منع الحمل في لحظة يأس ولكن توقفت بعد تورم صدري وحدوث آلام به. حاولت التواصل مع أبي ليدعمني نفسيا ولكنه رفض الحديث معي.
انفصلت أمي عن زوجها بسبب عدم تقبله لمرضها النفسي، وحاليا أتعامل معها بجفاء شديد ولا أبدي نحوها أي تعاطف رغم تدهور صحتها في الآونة الأخيرة وظهور أعراض الشيخوخة عليها وأصبحت تهلوس باستمرار بكلام غير مفهوم والجميع ينتقدني لأنهم لا يعرفون ما فعلته بي هذه المرأة المسكينة وما تسببت لي فيه من عقد نفسية بدون قصد. والغريب في الأمر أن أختي تنتقدني أيضا وتطلب مني أن أسامحها مهما فعلت بي ولكني لم أقدر
أصاب بنوبات هلع على فترات متباعدة وأحيانا يصاحبها شلل مؤقت وتشنجات تمنعني من الحركه. وأعاني من مشاكل صحية كتقطع البول والصداع النصفي ورعشة مستمرة في الأطراف تزداد كلما شعرت بالتوتر. والخوف
وبسبب ذلك لم أحرز أي تقدم في حياتي العملية.
20/3/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع بروايتك.
ما هو واضح من روايتك مرورك بتجارب مريرة وصدمات في المحيط العائلي منذ الطفولة ولا أظن أن ميولك المثلية هي المشكلة بحد ذاتها، ولكن هشاشة تكوينك النفساني وغياب أهداف مستقبلية تتوجه صوبها. يتم الإشارة إلى ما تعاني منه هذه الأيام باضطراب كرب ما بعد الصدمة المركب. بعبارة أخرى لا توجد لديك هوية تعرف ذاتك نفسيا ومعرفيا.
لا توجد حاجة إلى تحليل الظروف التي دفعتك صوب هذا الموقع في الحياة فهي في غاية الوضوح في رسالتك. ما يجب أن تفعله الآن هو تحديد أهدافك المرحلية والطويلة الأمد والسعي إلى تحقيقها والتخلص من الذكريات المؤلمة وتأثير الصدمات التي تعرضت إليها. إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب نفسي وجداني مثل الاكتئاب والقلق فعليك أولا بزيارة طبيب نفساني ولكن في نهاية المطاف لا مفر من الدخول في علاج نفساني مع معالج له خبرة في علاج الصدمات.
أنت بحاجة إلى جلسات منتظمة أسبوعيا وتتفق مع معالجك النفساني على الأهداف التي يمكن تحقيقها على الأمد القريب والبعيد.
الكثير من ضحايا الصدمات يميلون إلى الشفاء تدريجياً مع الإرشاد النفساني والدعم المعنوي. كتابتك للموقع هي الخطوة الأولى، ولكنها لا تكفي وعلاجك لا يتم عن طريق المراسلات وإنما في الدخول في علاج نفساني منتظم.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
بؤس الماضي أم سؤال: إذن ماذا؟
قصص الماضي: الهجر والكورتيزون وطبق البورسلين!
الذات بين أصداء الماضي وحقائق الحياة
ولو ومهما كان الماضي: الغد المشرق ممكن!
تخلص من أسر الماضي إن أردت!!
بؤس الماضي: عانيت فأحسنت فليت التغاضي!
كيف أنسى وأثق بنفسي؟