أهل هذا الموقع المحترم.. نفع الله بكم وجمعنا الله وإياكم في الفردوس الأعلى إن شاء الله.. احترت كثيرا.. من أين أبدأ؟ وهل هي مشكلة صادفتموها كثيرا أم هي حالة نادرة؟ أم ماذا؟
ولكن أتمنى أن أجد لديكم الرد؛ لأني يكاد اليأس يتملكني والحيرة، ولا أخفي عليكم سرًّا يتسرب لدي أحيانًا القنوط بالرغم من أني -ولله الحمد- عابدة طائعة مخلصة لله، كما يقولون عندنا بالمصري بيني وبين الله عمار كبير.
أنا في الرابعة والثلاثين من عمري، ولكن أساتذتي الأفاضل شكلي، وكل من يراني لا يصدق هذه السن، بل يعطونني الرابعة والعشرين، ولا أدري وأحلف بالله كيف مرّ هذا العمر.
لا أطيل عليكم، والناس تراني، وأكرر: الناس تراني -ولا أبالغ أو أمدح في ذاتي والله- إني لدي مميزات كثيرة شكلا ومضمونا وعائلة وعلمًا، وكل من يراني يعجب بي وأصادف شبابا كثيرين في مجال عملي وغيره، ويتم الإعجاب بي وبجميع جوانب شخصيتي، ولكن لا يحدث زواج، ويكون هذا الشباب قادرًا على الزواج وفي قمة الارتياح لي ولكن يبتعد بدون إبداء الأسباب وبالطريقة التقليدية.
قابلت كثيرا جدا ولم يتم الارتياح من جانبي ولا أخفي عليكم أني أشعر أني إنسانة غريبة لا ترتاح للأشخاص بسهولة، بل اسمحوا لي أن أستعمل هذا اللفظ (أنا بقرف) بسرعة من أي رائحة نفاذة من فم أو ما شبه ذلك.. عندي إحساس غريب يتملكني أن الشخص الذي أريده لن يأتي ليتزوجني، ويقدم على الزواج مني من لا أرغب فيه.
والمحصلة النهائية يمر العمر ولا أتزوج.. والله والله أنا نظرا لمن يرونني على قدر من الجمال أقفل يوميا 50 بابا للفتنة، وأجلس بمفردي أفكر..
أنا ببعد عن الحرام بكل قوتي لماذا لا يأتي الحلال؟
14/1/2025
رد المستشار
ابنتي.. أبدأ ردي من حيث ختمت أنت كلامك.. فالحرام يأتي؛ لأنه سهل وعابر وبدون مسؤوليات!! والحلال لا يأتي؛ لأنه صعب ودائم ومكبل بالمسؤوليات!!
الشاب الذي يعرض عليك الحرام لا مانع لديه من أن يقضي معك وقتا لطيفا بلا قيود أو ضمانات، ثم ينتقل لأخرى ثم أخرى.. ثم.. ثم.. أما الشاب الذي يطلب الحلال، ويرى أنه سيلزم نفسه بعلاقة مؤبدة، ويدفع في سبيلها الكثير من ماله وعمره وتحمله للمسؤولية، فإنه -مع الآسف- لا يقبل أي تنازلات من أي نوع!!
فإن كنت مثلا تحصلين على الدرجة النهائية -من وجهة نظرك- في الأدب والخلق والعلم والثقافة، ولكنك ترتدين نظارة أو جسمك ممتلئ 10% أو نحيف 5%، فيسأل نفسه سؤال: ولماذا لا أبحث عن غيرها لا يكون بها هذا العيب البسيط؟!
يقول لنفسه: أنا سأدفع الكثير، لذلك فأنا لست مضطرا أن أتقبل عيبا واحدًا بسيطا!! المشكلة أن هذا الشاب -مع الآسف- يحكم بالظاهر، ولا يعلم أن الأخلاق الحقيقية والعشرة والجمال والقبح إنما يظهر 20% منه قبل الزواج و80 % بعد الزواج..
وكأني أريد أن أقول إنه ربما يكون لديك عيب واحد بسيط ظاهر في الشكل أو الملبس أو طريقة الكلام، وهذا العيب -الذي لا يساوي عندك أو عند الله شيئا- يساوي الكثير عند من يطلب العروس المثالية.
هناك تفسير آخر، وهو أنك -كما ذكرت في بياناتك- حاصلة على الماجستير، وهذا النوع من البنات يمثل رعبا للكثير من الشباب، حيث إن هذا النوع لا يريد في البيت (فيلسوفة أو عالمة) وإنما يريد فتاة بسيطة ذكية توفر له الراحة والحنان، والحب والسكينة، والطعام والشراب، وتربية الأولاد، وهذه الأحلام تتعارض -في رأيه- مع شخصية وعقلية حاملات الماجستير والدكتوراة.
على أي حال.. التفسيرات كثيرة.. ويبقي السؤال: ما الحل؟!
أنا قد ذكرت الحل عدة مرات في أكثر من إجابة.. وأعيده مرة أخرى.. طالما أن الشباب يضعون شروطًا قاسية في شريكة الحياة، فإن هذا معناه أن فرص الزواج بالنسبة لك في تناقص شديد؛ لأنك قد تجاوزت السن المثالية، لذلك، فإنك حتى تتزوجي عليك أن تقبلي من أمثلة ذلك تنازلات اجتماعية كأن يكون الرجل أرمل أو مطلقا أو لديه أولاد.. أو تنازلات مالية، أو ثقافية أو شكلية..
لا بد من تقديم تنازلات.. ولكن ضعي في اعتبارك 3 نقاط:
•النقطة الأولى: هذه التنازلات تتوقف على طبيعة شخصيتك، فما تقبلينه أنت قد لا تقبله أخرى. والعكس صحيح.
•النقطة الثانية: تحملي نتيجة تنازلاتك، فإذا تزوجت رجلا بسيطا في ثقافته مثلا، فأعيدي برمجة عقلك على احترام هذه البساطة وعدم التكبر عليه بعلمك.
•النقطة الثالثة: حذار حذار حذار من التنازلات الأخلاقية، فعدم الزواج أفضل من الارتباط بشخص سيئ الخلق.
أختي الكريمة.. أدعو الله أن يقدر لك الخير حيث شاء.