أنا فتاة عمري 22 عاما، مشكلتي تنحصر في أني أريد الزواج جدا، ومشتاقة إليه بشدة، وكلما نمت احتلمت، ويتقدم إلي الكثير من الخطاب، لكن إما أن يرفضهم أبي، أو ترفضهم أمي، أما أنا ففي الغالب أكون موافقة؛ لأني أسعى إلى التعفف، ولا أريد أن أتعذب أكثر من ذلك، لكن رأيي ليس بالمهم عندهم، فهم يتخذون القرار دون النظر لما أعانيه.
كلما حاولت أن ألفت نظر أمي إلى أني أريد الزواج تقول لي: أنت لم تكبري بعد، ولا زلت صغيرة، علما بأن أختي الأصغر مني تمت خطبتها لابن عمتي.
المهم في كل ذلك أني حاولت أن أشغل وقتي وأتناسى موضوع الزواج من خلال الدراسات العليا، فإذا بي محبوبة من جميع زميلاتي، والعديد منهن يعرضن علي عرسانا من أقاربهن، وإذا فاتحت أهلي في الموضوع يرفضون، وكل عريس بحجة مختلفة للرفض، حتى إني مللت الذهاب للكلية، وكرهت هذه الدراسة التي لجأت إليها لأتلهى عن هذا الموضوع، فإذا بها سبب في زيادة همي.
أرجوكم أفيدوني.. ماذا أفعل حتى لا أفكر في الزواج إلى أن يهدي الله أهلي ويجدوا من يعجبهم؟
أرجو منكم سرعة الرد علي، وأعدكم أن أعمل بنصائحكم.
وجزاكم الله خيرا.
14/1/2025
رد المستشار
ابنتي..
سبحان الله.. كم له في خلقه من شئون وتدابير.. عائلات كثيرة تتمنى أن تجد لابنتها زوجا قبل أن تلحق بقطار المنتظرات للعريس الذي يمتلئ محطة بعد أخرى بالفتيات... وأنت أهلك لا يريدون أن يزوجوك بحجة أنك صغيرة.. ولست كذلك!.
الزواج حق؛ بل هو سنة مندوبة ومؤكدة.. وقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم شباب المسلمين على التبكير بالزواج.. وحاجتك وتفكيرك هذا تفكير طبيعي.
هناك شيء ما غامض في رسالتك يا ابنتي.. كيف يعتبرونك صغيرة وقد رضوا بارتباط أختك الصغرى؟.
هناك خطان للتفكير في هذا التصرف:
- خط يخص العريس؛ وهو:
هل لأن العريس هو قريبهم؟ هل لأنه ممتاز و"لقطة"، ولا يمكن أن يتركوه يضيع من أيديهم؟ هل للمحافظة على العلاقة بين أبيك وأخته؟.
- وخط يخصك أنت شخصيا؛ وهو:
ما الذي يجعلك صغيرة في أعينهم؟ أنت جامعية، وبحساب سنك أنت على وشك الانتهاء من دراستك إذا كنت في إحدى الكليات العادية ذات الأربع سنوات.. أو حتى إذا كنت في الكليات العملية التي تحتاج لخمس أو ست سنوات.. فلماذا هذا التصغير لشأنك؟.
هل ينتظرون قريبا آخر بعينه ليتقدم إليك، ومن ثم يقفلون الطريق على أي طارق؟.
هل نفد المال من بين أيديهم بخطبة الأخت أيا كان سبب خطبتها، ولا يريدون أن يشركوكم أنتم سائر الأبناء في هذه المشكلة، ومن ثم يتحججون بهذه الحجة حتى يفتح الله ويوسع عليهم؟ فالخطبة تحتاج لالتزامات مالية.
هل فعلا يتقدم إليك من لا يستحق مصاهرتكم؟ أي أن كل من تقدم كان أقل شأنا من أن يتم قبوله، وأنت في لهفتك على الزواج لا تلتفتين كثيرا لقضايا الكفاءة والتوافق؟ والزواج يا ابنتي -وإن كان حقا ومطلوبا لإعفاف الشباب فإن الهدف منه لا يمكن أن يتم اختزاله إلى هدف وحيد وهو العفاف والعلاقة الحميمة.
إذًا يا ابنتي هذا هو الشيء غير المفهوم في رسالتك، أعتقد أنه لو تقدم لك عريس له مواصفات جيدة ومناسب فعليك أن تناقشيهم بالعقل والمنطق.. وتعرضي وتشرحي كل ميزاته وكفاءته وأهليته لتحمل مسؤولية البيت والأسرة.. وتثبتي لهم أنك تحسنين اختيار رجل مستقبلك وأبي أولادك، وليس شيئا آخر.. وحينها أعتقد أنهم سيوافقون ولن يرفضوا.