بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على خدماتكم الكريمة مع الشباب والمراهقين، باختصار أنا فتاة أبلغ من العمر 15 عاما والحمد لله رب العالمين على قدر كبير من التدين وعلاقتي بالله هي أقوى علاقة قمت بها منذ أن ولدت. لدي مشكلتان تؤرقان علي حياتي الأولى هي أنني أعاني من وحدة بشعة وأحيانا تزيد علي بطريقة لا أستطيع أن أصفها فأنا لا يوجد لي أصحاب وعلاقتي بأمي للأسف غير موجودة تماما؛ لأنني لا أرتاح في الحديث معها، وأبي دائما مسافر في السعودية لعمله، وأنا لا أدري ماذا أفعل حينما تقابلني مشكلة ما؟
وإن كل التجارب والمشكلات التي صادفتني وما زالت حتى الآن أتصرف بها بنفسي لأنني لم أجد من أستشيره. أريد أحدا أحكي له أتناقش معه، أجد من يضمني إلى صدره حينما أغرق في وحدتي ومشاكلي وأنا في هذه السن الصعبة.
أما المشكلة الثانية فهي أنني منذ 5 شهور تعرفت على شاب على الإنترنت وهو يكبرني بـ سنتين فقط، ولكن الآن عندما عرفت أن التحدث مع الشباب على الإنترنت مكروه أو حرام أقلعت عنه تماما، ولكن بقيت مشكلتي مع هذا الشاب.
هو يحلف لي ويقول إنه يحبني ويريد الارتباط بي رسميا، ولم يطلب مني أي طلب خارج عن حدود الله يثبت لي مثلا أنه كذاب أو يريد التسلية فما زال يلح علي وهو لا يطلب مني سوى أن أطمئنه علي فقط عبر البريد في الماسنجر وحسب.
والآن أريد أن أقسم لكم أنني لا أحبه ولا أريد أن أحبه فأنا حب الله هو الذي يشغل قلبي وحياتي كلها ولا أريد شريكا له في قلبي؛ لأنني أوقن تماما أن أي مخلوق لم يعطني ما يمدني به الله من اطمئنان وحب وخوف ورومانسية وكل شيء تحلم به الفتاة في هذه السن الصعبة. ولكن عندما أقرر أنني سوف أحذفه من عندي صوت يتيقظ ويقول لي أبقيه ولا تكلميه فماذا أفعل؟؟
إن الحيرة تؤرق علي حياتي والتفكير دائما في حل لهذه المشكلة لا أستطيع أن أحذف هذا الشاب من عندي وأنا لا أحبه، فلا أعلم ما هذا الذي أنا فيه أنا أصبت بأنيميا في جسمي بسبب كثرة التفكير في هذا الموضوع، ولا أجد حلا ليل نهار، أفكر ماذا أفعل لكي أريح ضميري وعقلي وقلبي من هذا وأرضي الله علي ولا أخونه.
أتوسل إليكم أعطوني الحل سريعا في المشكلتين فإني أصبحت مدمرة نفسيا دائما بسبب وحدتي وحيرتي ليل نهار.
أريد الرد أنا في منتهى الحاجة للاطلاع على حلكم أفيدوني أفادكم الله.
7/11/2024
رد المستشار
عزيزتي "توتيا"... أهلا بك على موقعنا.
لنبدأ معا بخطوات عملية... افتحي قائمة العناوين لديك، وامسحي عنوان هذا الشاب من قائمتك، ثم أكملي القراءة فنحن أهل عمل.
والآن اعرفي دائما أن تجنب الفتنة يكون بسد أبوابها تماما، ذلك أن بقاء العنوان في بريدك يعني استخدامك له في لحظة ضعف، ولكن مع غيابه قد يوسوس لك الشيطان بالحديث معه مرة أخرى، ولكن يستحيل التنفيذ. وتأكدي أنك بعد مسح العنوان بأسبوع ستشعرين بالدهشة لترددك السابق.
لن أقول إن هذا الشاب سيئ، ولكني أقول:
إن التعلق بالآخرين عبر النت سيئ وغير صادق، ولا يقدم ما يبحث عنه الشخص. اشطبيه وسرعان ما ستنسينه وتنشغلين بأمور أكثر أهمية ولن تشعري بتعذيب الضمير بعد ذلك واستعيني بالدعاء. ولنكن متفائلين معا فأنت في الواقع لديك مشكلة واحدة هي مشكلة الفراغ والوحدة وهي ناتجة بالتأكيد عن ضعف علاقتك بأمك.
وكفتاة ملتزمة أراني مضطرة لسؤالك عن سبب هذه الجفوة بينك وبين والدتك، ولأنه لا تفاصيل لدي عنها لن أناقشك فيها كثيرا، ولكن سأذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أولى الناس بصحبتك هي أمك.... فحاولي مرة أخرى واذكري لها الأعمال الحسنة، ولا تركزي على كل خلاف حصل بينكما، بل فكري في لحظات السعادة، وهي بلا شك موجودة، وقد تشعرين أنها قليلة، ويرجع ذلك لقلة تفكيرك بها.
هل فكرت مرة كم يصعب على والدتك الاهتمام بأمورك وأمور المنزل وإخوتك (إن وجدوا) دون أن يشاركها والدك هذه المسؤولية بسبب ظروف عمله؟ فوالدتك بحاجة لك عزيزتي فكوني معها وحاولي أن تعطيها أنت الاهتمام الذي ترغبين في الحصول عليه منها لعل هذا يوصل الود بينكما مرة أخرى. وتذكري أنها أقرب الناس لك حسب التراث النبوي.
"توتيا"
لدى الإنسان قائمة من الرغبات الأساسية المشتركة من بينها الرغبة في الحصول على الحب والرغبة في تقديم الحب ولو فكرنا معا لرأينا أن تقديمك للحب لوالدتك سيكسبك حبها واهتمامها ثم تدور الأمور بالعكس فتحصدين ما تزرعين، وانشغالك بالعطاء سيملأ وقتك وينسيك وحدتك، وأقول: ابدئي بأمك ثم انتقلي إلى الخالات والعمات والجدات إذا وجدن، وتأكدي أن هذا سينتج عنه حصولك على المزيد من الحب والاهتمام.
وإليك بعض الخطوات العملية:
مثلا ابدئي بالاتصال بهم للسؤال عن صحتهم، واعرضي عليهم بعض الخدمات البسيطة مثل عمل فنجان شاي أو قهوة وهكذا. وإن لم يوجد لديك جدات فلديك بالتأكيد جامع ومحاضرات.. في الجامع تواصلي معهن وستحصلين بالتأكيد على الاهتمام الذي يخفف وحدتك.
أما عن حلك لمشكلاتك بنفسك فقد تكونين السبب في هذا، ففي بعض الأحيان لا يشعر المحيطون أن لديك مشكلة ما لم تشاركيهم فيها، فأخرجي نفسك من هذه الوحدة بزيادة التعامل مع الآخرين، وقللي من تواصلك مع الآخرين عبر النت فالنت لا يقدم الأحضان؛ ولكن "ماما والخالة والعمة والجدة" يفعلن ذلك بكل تأكيد.
واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: حب في الرشد المبكر Adolescent Love
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love
بنتي والحب على الإنترنت!