الإخوة والأخوات فريق المستشارين، أحبائي في الله بصراحة لا أستطيع أن أصف لكم مدى إعجابي بصفحتكم، وإلى أي مدى قد ساعدتموني لأعيش مع زوجي أسعد حياة، مع أني لم أبعث لكم أي مشكلة؛ فأنا من زوار صفحتكم منذ سنتين ولم ألمس فيكم إلا كل الصدق والتفاني في مساعدة كل من يطلب منكم المشورة.
والله يا إخوتي أنا أدعو لكم كلما قرأت ردكم على أي مشكلة، وعدم قولي لهذا الكلام ما هو إلا تقصير مني؛ فتقصيرنا في إشعاركم بما نشعر به ليس معناه أننا لا نتفاعل معكم؛ فنصائحكم المخلصة النابعة من قلوبكم تصل إلى قلوبنا وتأخذ مكانها، كما أنها تدخل في ميزان حسناتكم عند الله العلي القدير.
كنت قد قرأت مشكلة: الإسلام المظلوم وملف الشات، وأثرت في نفسي كثيرًا، ودعوت للأخت صاحبة المشكلة أن يعينها الله ويصبرها، والآن أقول لها مبروك يا أختاه عودة زوجك إلى عشكما، وندعو الله أن يديمها نعمة عليكما، ونرجو منك الدعاء لأمة الإسلام ولرجوع المسلمين إلى طريق ربهم، وبالأخص الدعاء لشباب المسلمين.
وللأخت صاحبة مشكلة: الزوج الخائن وممثلة الإغراء: قصة نجاح، أقول بارك الله فيك وأكثر من أمثالك في هذا الزمان الذي نادرًا ما نرى فيه زوجة صبورة بهذه الدرجة، وكما قالت لك أختنا هنيئًا لزوجك وأولادك، وهنيئًا لنا بأخت مثلك، ويا ليت كل زوجة مبتلاة تصبر كما صبرت.
إخواني وأخواتي زوار صفحة استشارات مجانين، ادعوا جميعًا لشبابنا المسلم بالهداية؛ فالكثير منهم قد بقي مسلمًا بالاسم فقط إلا من رحم ربي؛ اللهم اهدهم واهدنا إلى الإسلام الحق.
ولفريق الموقع أقول ألف شكر على هذا الخدمة العظيمة التي تقدمونها؛ فردودكم أكثر من رائعة، جعلها الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله وبارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء، آمين آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
4/4/2025
رد المستشار
تتزامن هذه الرسالة الكريمة مع احتفالاتنا بظهور أكثر من ألفي إجابة على هذه الصفحة الناجحة بفضل الله ثم بدعواتكم.
كثيرًا ما أتساءل في عصر الفضائيات والإنترنت، حين أرى المعاني وهي تطير عبر الأثير، عن التأثير الحقيقي للكلمة الصادقة الرصينة والنصيحة المخلصة القريبة، والمشاعر الدافئة المشفقة أو المحتفية: أين تذهب؟! وكيف تصل؟! وكيف يمكن أن يتحول هذا التراكم التدريجي إلى تغيير إيجابي؟!
قرأت عنوانًا لأحد أساتذتي في التخصص بالطب النفسي، وكثيرًا ما يمر بخاطري وأنا أعمل أو أقرأ في الأسئلة والإجابات في صفحة الاستشارات. عنوان الكتاب "مدرسة العراة" والذين يثقون بنا يأتون إلينا ويستفيدون من حجاب الإنترنت ليتعرى كل منهم كاشفًا عن عوراته النفسية، وساردًا لأدق خصوصياته التي ربما لا يعلمها إلا الله، ونحن حين نرى هذا نبتهل معه مفتقرين إلى المولى عز وجل أن يضع على أيدينا نهاية للمعاناة أو فضًّا للالتباس، أو مخرجًا من الأزمة.
وحين ننجح وتنجحون نتفاءل، ونستمد من هذا زادًا يعين على المواصلة، وعلى تحمل وطأة معالجة آلام وجراح، وهموم وبلايا، مما لا يقدر عليه إلا أولو العزم، وقد يتصدى له في عصرنا الحديث الأنبياء الكذبة.
والصنف الأول -الذي نرجو أن نكون منه- يتحمل مسؤولية الكلمة التي قالها حين تصدى وتصدر، فقال: أنا لها، ويتحمل مسؤولية كل إرشاد أو نصيحة بحيث تتوافر الموضوعية والواقعية، والتوازن والشمول، والحكمة والالتزام مع الفعلية والنفاذ، حتى نتعلم من الصدق في التعري، ومن العمق في التحليل والعلاج.
أما الصنف الثاني -أعاذنا الله وإياكم- فيتصدى ويتصدر، ويقول ويفتي، وينصح ليداوي الناس، وهو عليل!! وحين ينطق فإن حسابات مصلحته تغلب أمانة مهمته، قد يستقيم منه القول، والقلب هواء أو هوى، وقد يخدع أو يخون أمانة الكلمة بأعذار أو مبررات التسويغ الشيطاني، وهي كثيرة، فينخدع فيه الناس، ولو إلى حين.
ومأساة أمتنا المتشابكة بعضها يكمن في هؤلاء الأنبياء الكذبة، وفجر نهضتها يبدأ بالكلمة الطيبة الصادقة العميقة الجذور بأصلها الثابت، وفروعها التي في السماء، وحين تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويستبشرون ببيعهم الذي بايعهم الله به، ويطمعون ويطمعون فيطلبون جميعًا من الكريم مثلما رزقهم الحسنى أن يتفضل عليهم كل حين بزيادة.
شكرًا لك يا أختي، والله معنا. وتابعينا دائما