إحساس الذنب والندم يقتلني
منذ عام تزوجت بنت عمي،كنت مجبراً على الزواج ومضغوط من الأهل، وهي ذات الشيء.
أنا أسكن في إحدی ضيعات جنوب لبنان... زواجنا لم يستمر أكثر من 8 أشهر وانتهی بكارثة، فنحن كنا علی خلافٍ دائمٍ وعصبية لا مبرر لها من جانبي ومن جانبها ٳلی أن انتهی الأمر وهي ميتة بين ذراعي، أنا لم أقتلها ولم أعنفها حتى لكنها كانت تشكو من آلام الرأس فقط، لم أصدقها ولا أعرف ماذا حدث... تقرير سبب الوفاة تضمن أنها ماتت بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.
انطوت صفحة حياتنا معاً منذ ذلك الحين... المشكلة أنني لا أستطيع تجاوز الأمر أو نسيانه، ويؤرقني شعور حاد بالذنب، حياتي صارت بلا معنی حيث دائماً ما يلاحقني شعور الاحتقار والإثم، وصوت يهتف داخل رأسي "أنت قاتل".
تركت العمل وتركت الخروج من المنزل، وأصاب الفتور علاقاتي بالآخرين حتی أصدقائي،
دائماً أشعر بالخزي أنني بلا رحمة، قاسي وقاتل بالرغم من أنني لم أقتلها ولم أؤذيها، حتی رجولتي أشعر أنني فقدتها... أشعر بالضياع فقط.
28/8/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم.
حضرة الأستاذ "حسن" _حفظك الله_... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أننا كما أنت لا نعرف ما الذي حصل، ولكن هيا بنا نعالج المعطيات الموجودة بين يدينا:
1_ أنت إنسان متدين، وهي ابنة عمك.... أي أن هناك مانع ديني وأخلاقي اجتماعي يمنعك من القيام بقتلها.
2_ لقد كنتما في حالة اختلاف مستمر وهذا ما قد يسبب حدوث جلطات دماغية أو نزيف دماغي، ناهيك عن كهرباء بالقلب أو انسداد بشرايين القلب مما قد يؤدي إلى الموت المفاجئ.
3_ قد يتوجب علينا وضع فرضية الشجار الحاد الذي قد يكون نجم عنه الوفاة... وإذا كان البند الثالث صحيحاً _لا سمح الله_ فلم تكن أنت الذي قام بالتعنيف، بل كان الغضب الذي هو أهم جندي من جنود الشيطان الذي نتعوذ بالله منه ومن ساعات التخلي.
في كل الأحوال يقول الباري _عز وجل_ في كتابه الكريم للرسول الأكرم (ص) "قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنتوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" أي أننا عندما نعود إلى رشدنا علينا بالاستغفار والتيقن بأن الله قد غفر لنا لأنه _سبحانه وتعالى_ يقول "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين" أي أنك عندما تشك بأن الله _سبحانه_ بكرمه ورحمته الواسعة لم يغفر لك أو لن يغفر لك فعندها تكون قد كفرت _والعياذ بالله_.
الأفضل لنا أن نطوي صفحة الماضي وألّا تقتل مجتمعاً بكامله في قعودك في المنزل بتبعاته الخطيرة عليك وعلى والديك وعلى من يحيط بك، بل عليك دائماً أن تعود إلى الباري _عز وجل_ وتعترف له بالتقصير وتطلب العفو والمغفرة والرحمة فهو _سبحانه_ يقول "ادعوني أستجب لكم" ويقول أيضاً _سبحانه_ في حديث قدسي "من الذي دعاني ولم أستجب له" وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.
عليك فعل ما يلي:
1_ اخرج من القوقعة، واذهب إلى العمل، وتابع حياتك بشكل أفضل من السابق، وكن إلى جنب الله _سبحانه_ فلا تخشى سهامه.
2_ تزوج من امرأة أخرى وعاملها بأفضل ما يكون من المودة والرحمة.
3_ غيّر أسلوب حياتك ولا تستمر بقتل نفسك.
4_ ابدأ الحياة من جديد وأنجب المزيد من الأولاد الصالحين يملؤون الدنيا فرحاً وحبوراً وإيماناً وتقىً.
لا مانع أن تستعمل بعض العقاقير المضادة للاكتئاب أو بعض المهدئات الخفيفة على أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب متخصص، وأخبرنا بما ستؤول إليه الأمور.
لك كل دعائنا بالتوفيق.