الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أدري ماذا أقول لقد تعبت! أعاني من الخوف من أشياء عديدة ولقد بدأ هذا الخوف من سنتين ونصف تقريبا (عمري 13) ومر الوقت وأنا أخاف كل فترة من شيء معين وأريد حلا سريعا للمخاوف التي أعاني منها في هذه الفترة.
أخاف على أمي من أن تموت أو يصيبها مكروه لا سمح الله ولقد كانت أمي تساندني دائما ولكن الآن تعبت مني ولم تعد تهتم مثل قبل فهي لا تفهمني ولا أحد يفهمني. تطورت حالتي في هذه الفترة وصرت أخاف جدا وأجلس على الأرض وأبكي وأرفض أن يقترب مني أحد توقفت عن الطعام وعن الابتسامة أظن أنه معي اكتئاب.
والبارحة كنت سيغمى علي عن الوعي ارتفعت دقات قلبي وكنت سأقع على الأرض. لقد تغيرت سيطر الخوف علي ولم أعد أتحمل ولقد أتاني وسواس جديد وهو الخوف من الانتحار. أفكر ماذا لو لم أقدر على المقاومة وانتحرت أو سببت الأذى لنفسي ولكني لا أريد أن أموت ولكني خائفة. أخاف أيضا من الذهاب إلى الطبيب النفسي ولدي حالة صحية لا تسمح لي بأخذ الأدوية أبدا.
ماذا أفعل ؟؟
أرجوكم ساعدوني!
27/6/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم، حضرة الآنسة "زينب" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قليلٌ على شعب لبنان العظيم أن ينتابه الخوف والذعر وكل المشكلات النفسية المعروفة وغير المعروفة. كما أنه قليلٌ على هذا الشعب الكريم لو قدّمنا له في كل صباح كل باقات الورد وأقواس النصر وأهازيج العزة والكرامة, وترانيم الشكر والمديح.
نعم إنّ من يعاني ما عانيتم وتعانون لابدّ له من أن تتأثر أعصابه ونفسيته بهذا الكم الهائل من الضغوط المادية والإرهاب العسكري اليومي. فمنذ نعومة أظافركم والبلاد تجتاحها كل عواصف الحروب والويلات بالإضافة إلى الحالة المادية المتعسرة عند جميع أفراد البلاد.
إلاّ أن هذا لا يعني يا "زينب" أن تكوني زينبية بكل معنى الكلمة. فقد كانت ابنة علي (ع) أسيرة تمشي مع السبايا من العراق إلى مصر إلى الشام وهي صامدة كالطود الشامخ لم تنل منها يد الأعداء ومصائب الدهر أيَّ منال وأنت تعرفين تكملة الحكاية وكيف أكملت الثورة بمفردها في كل المحطات. وما زال صدى كلماتها وهي أمام طاغية عصرها يُشعل في كل النفوس الأبية نار الثورة والصمود مستضيئة بنور الله متكلةً عليه سبحانه. كيف لا وهي "زينب"....
إن ما تعانين منه يا "زينب" هو مرض الرهاب بالإضافة الى الكآبة النفسية. وعلاج ذلك عادة ما يكون بالأدوية من نوع أدوية التوتر العصبي بالإضافة الى أدوية الكآبة النفسية التي تزيد مادة السيروتونين في الدم. وهذا ما يتطلب وصفة طبية من عند الاختصاصي. كما وأن النصف الآخر من العلاج هو العلاج النفساني وهذا ما بدأنا به من تشجيع ورفع المعنويات بالإضافة إلى الخروج بين الناس في المجتمع لتأدية رسالتنا الإنسانية من خدمة الآخرين والجهاد الاجتماعي المطلوب.
وفقك الله يا أخت "زينب" لما فيه رضاه وطاعته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضًا:
وسواس الانتحار
نوبات هلع ووساوس انتحار
فكرة الانتحار والمرض النفسي
الوسواس القهري والانتحار