كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة عندما دخل إلى بيته، كم كان يوما شاقا بالنسبة له، في أحد زوايا الغرفة الواسعة كانت لا تزال هناك تنتظره، تقلب محطات التلفاز التي لم تكن تراها، نظر إليها وحياها ثم دلف إلى غرفة المكتب، ألقى حمله على المكتب فتناثرت الأوراق والمظاريف من تلك الحقيبة المسطحة، تهاوى جسده المنهك على كرسي المكتب، وبملل أخذ يمسح شعره ووجهه، قام بكسل وهو يتمطى ليذهب إلى غرفته، رآها تستعد للنوم. اقرأ المزيد
مددت يدي حتى أوقفت هذا الرنين المتواصل للمنبه، تعبث به يدي هنا وهناك ولكن لا أجد ذلك المفتاح اللعين الذي يوقف صوته وذلك الإزعاج الذي يسببه. ولكن لماذا أرهق نفسي وأعصابي؟! قذفت به على الأرض ليسقط محطما، فتناثرت أجزاؤه يمنة ويسرة.. هنا وهناك.. وسكت رنينه الذي يحطم أعصابي.. والآن أصبح لا بد من أن أدخر جزءا من راتبي لأشتري به منبها آخر، !!. اقرأ المزيد
أمسكت بالسكين ونظرت إلى الخروف المربوط إلى جذع الشجرة الملحقة بحديقة البيت، "يا له من خروف مسكين.. ولكنه قد حُكم عليه بالإعدام! سوف أذبحه بهذه السكين لكي أطبخه لدعوة الغداء اليوم"، هكذا فكرت وهي تتقدم بهدوء باتجاه الخروف. وقفت وراءه تماما وهي تحدق به ورفعت السكين حتى حاذى نصلها مستوى عينيها: واحد ، اثنان ، ثلاثة.. الآن.. اقرأ المزيد
العلاج: ظللت مسترخيا على الأريكة الوثيرة تتناغم الألحان الصادرة من جهاز التسجيل بهدوء في هواء الغرفة وسألني الطبيب من جديد: - هل لديك انتماء؟ - انتماء لماذا؟ - وطن.. - ما معنى الوطن؟ اقرأ المزيد
دوت صرخة رفيعة طويلة اشتبكت بخيوط أشعة الشمس الحادة التي غمرت الأرض باللهيب فور انبثاقها من وراء الأفق المعتم. انتشرت بالأجواء سحب ضباب خفيف متفرق ومع ذلك جعلت من الرؤية في الطريق السريع أمرا بغاية الصعوبة. مد سطام رأسه الضخمة محاولا اختراق الزجاج المتسخ لسيارة الجيب القديمة التي يقودها والنفاذ ببصره لمدى يسمح اقرأ المزيد
جاء الشتاء مبكرا هذا العام، وهبت رياح الشمال الباردة من جديد، فوقف مرتعشا شاخص العينين، يرسم أحد لوحاته الفنية فوق قطرات الماء المتكثفة كصفحة بيضاء، فوق بلور نافذته الزجاجية، ربما ستكون لوحته الألف التي ستولد مع أول خط من خطوطه العشوائية الضائعة، وتموت عند آخر لمسة فنية، عندما تتمرد اللوحة وتكون كالعاصفة التي أغضبت اقرأ المزيد
كُنتَ حصاناً طليقاً واليومَ يَلهو على ظَهرِكَ الصِّبيانُ. فهل سَلوتَ أمسَكَ، يومَ كنتَ َ تتزَودُ بِما تَسقيهِ الغَمَامُ العَليَّةُ؟... لَم تَنسَكَ الرِّمَالُ يَومَ كُنتَ تَلعَبُ مُهراً وَكَم أعجَبتَ زَهرَ الصَّحَاري يَومَ صِرتَ جَامِحاً وجَميلاً. اعتادَ مُهرُ الأمس ِشُموخَ الشَّمس ِ واستَقى مِن مَطلَع ِ النُجوم ِالعَزَّ وتَعَلَّم مِن رَحِبِ الفَضَاءِ دَرسَ الحُرِّيةِ. ولِذا... فإنهُ يَومَ أسِرَ ثارَ. سُجِنَ والنَّفسُ طَليقَة ٌفَلم يَكسِرها فارسٌ من الفُرسان ِ وكَم أسقَطَهُم دُمَى عَن ظَهرِهِ ورَفضَ السَّرجَ واللجَام. ظَلَّ الحِصانُ اقرأ المزيد
دائما كان يستاء عند سماعه هذه الموسيقى التي لا يستسيغها بالمرة، بالرغم من عمله الذي يحتم عليه أن يسمع هذه الموسيقى لأكثر من مرة في اليوم الواحد. هو الذراع (الأيمن) للرئيس. كان صميم عمله أن يتبع الرئيس في كل مكان يذهب إليه.. اجتماعات وزارية، لقاءات دبلوماسية، استقبالات رسمية كل يوم. ودائما هو ظل الرئيس، ودائما يطغى عليه ضوء الرئيس. اقرأ المزيد
أزاح العصابة عن عينيه، الضوء المبهر يلتهم عينيه التهاما، ويسيل لعابه على وجهه، بين طرفات عينيه المتلاحقة خُيِّل إليه أنه يرى شخصاً متشحاً بالسواد قد أوقفوه قبالته. "هاتتكلم ولا.."، حرك رأسه تجاه الصوت.. حتى هو لم يعد يكرهه.. لم يعد يحمل ضغينة لأي مخلوق.. لم يعد حتى يريد أن يغادر هذا المكان البغيض.. لقد أصبحوا هم عائلته الوحيدة.. "عليها.." اقرأ المزيد
رن المنبه الموضوع على المنضدة بنبرة منخفضة ورويداً رويداً تعالى صوته إلى أن أصبح شديد الإزعاج موتراً للأعصاب، امتدت أناملها إليه وأخرسته بحركة سريعة خوفاً من أن يوقظ صوته المزعج أهل المنزل، لم تشأ النهوض من سريرها فالشمس لم تشرق بعد ولكن ما باليد حيلة، فركت عينيها ووثبت من سريرها بحركة سريعة أعادت النشاط لجسدها المنهك. توجهت إلى المطبخ لتشرع في عملها اليومي، وبدأت في تنظيف الأرضية بسرعة فلا اقرأ المزيد