أرسلت ليندا 19 عاما من الجزائر تسألنا:
demande d'information sur la maladie des TOC (les troubles obssessionel compulcif)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أشكركم على هدا الموقع الفعال وعلى تجاوبكم واهتماماتكم بالإشكالات والمشكلات المطروحة لديكم، بوركتم وجزاكم الله خيرا، شكرا لكم. لقد طرحت عليكم بعض الأسئلة ولم تجيبوني فيما يخص الوسواس القهري.
أنا طالبة جامعية أحب البحث فى المجال النفسي والطب النفسي. كان سؤالي:
1- هل الوسواس القهري متعلق بعمل الشيطان الرجيم -لعنه الله- أم أن تلك الوساوس مصدرها الخلل في النواقل الكيميائية على مستوى الدماغ؟
2- هل يمكن إيقاف العلاج الدوائي بعد الشعور بتحسن كبير؟ وما هي الحلول في حالة عودة المرض بعد الشفاء منه لمدة طويلة؟
رمضانكم كريم
28/6/2016
الابنة الفاضلة "ليندا linda" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وإطرائك النبيل.
كم يسعدني اهتمام أهلي في الجزائر بموقع مجانين، تقولين ما أستغربه (لقد طرحت عليكم بعض الأسئلة ولم تجيبوني فيما يخص الوسواس القهري!)... أين طرحتها يا ابنتي؟ عادة أرد أنا أو رفيف الصباغ على مثل هذه الأسئلة التي تتعلق بالمنطقة الرمادية بين الطب النفسي والتناول الفقهي الديني لنفس الأعراض تقريبا خاصة فيما يخص الجانب الديني لأعراض الوسواس القهري.
ولأن فقيهتنا أ. رفيف الصباغ تعيش في دمشق وكلنا يعرف ظروفهم فرج الله كروبهم، فإنني مضطر للرد سريعا عليك يا ابنتي، وفي عجالة نقول ردا على سؤاليك واستطرادك:
1- هل الوسواس القهري متعلق بعمل الشيطان الرجيم -لعنه الله- أم أن تلك الوساوس مصدرها الخلل في النواقل الكيميائية على مستوى الدماغ؟
مبدئيا أنبه إلى الخلل في الطرح الذي يعتبر أن مصدر الوساوس إما أن يكون عمل الشيطان أو خلل النواقل الكيميائية، فلا مانع أن يكونا الاثنان معا، ومبدئيا أوضح كيف يكون عمل الشيطان أو خلل النواقل الكيميائية يعملان معا ضد الشخص المهيئ لتلك النقائص الكيميائية (أو المعرفية والسلوكية كذلك)... فلا مانع أن يكونا الاثنان معا أي الوسوسة التي لا نعرف مصدرها علميا والتهيئة التي ندرسها في المرضى وذويهم لعرفة الفروق والاضطرابات المواكبة، بمعنى أن التهيأة للوسوسة في شكلها الحصاري أي الوسواس القهري تجعل بعض الناس أكثر تأثرا بالوسوسة أيا كان مصدرها.
وحقيقة فإن بعض أو أغلب أعراض الوسواس القهري دينية المحتوى أو الجوهر (كوساوس الكفر والصلاة والتطهر...إلخ في ثلاثة الديانات السماوية) وهي الأعراض التي يراها المعالج الديني أكثر مما يراها المعالج النفسي... هذه الأعراض يستطيع المعالج الديني النابه تفسيرها وشرحها للمريض والتعامل معها مستندا إلى فكرة أن الوسوسة من الشيطان، وتبقى عنده نقطة فقط غير مفهومة هي إذا كان الشيطان مع الجميع من بني آدم لماذا يصيب البعض فقط؟ وليس الجميع؟ فلماذا وما معنى أن تؤثر وسوسة الشيطان في البعض دون الآخر؟
وكذلك يستطيع الطبيب النفساني والمعالج النفساني تفسير وشرح تلك الأعراض للمريض والتعامل معها على أساس نظرية خلل النواقل العصبية والنظرية السلوكية المعرفية ويستطيع إعطاء كافة التأويلات لكون محتوى الأعراض دينيا مثلا يقول لأن الوسوسة تصيبك فيما يهمك ويعنيك، ولا يبقى عنده إلا نقطة لا تفسير لها بل لا محاولة لإيجاد تفسير وهي من أين تأتي الأفكار الوسواسية؟ ما مصدر الوسوسة، فعلميا لا اعتراف بما لا يرى أو يحس بالحواس المباشرة وبالتالي لا وجود للشيطان ولا إجابة على سؤال ما هو مصدر الوسوسة؟
رأينا في هذا الأمر سبق أن طرحناه في مقالنا ما هو مصدر الفكرة التسلطية (الوسواسية) الأولى؟(2) وما عليك إلا الرجوع إليه.
2- هل يمكن إيقاف العلاج الدوائي بعد الشعور بتحسن كبير؟
والرد على هذا السؤال يعتمد على الكيفية التي وصلت بها الحالة إلى التحسن الكبير فإذا كان ذلك من خلال العلاج العقاري فقط فلا ننصح بإيقاف العلاج العقاري إلا إذا كانت آثاره الجانبية أكثر مما يحتمل ويتوقع عودة الأعراض خلال شهور في أكثر من 60 بالمائة من الحالات، وأما إذا كان الوصول إلى التحسن تم عن طريق اجتياز برنامج علاج سلوكي أو معرفي سلوكي فإن المنتظر هو أن يستطيع المريض إيقاف العقار وقد تدرب على كيفية تفادي الانتكاس خلال ذلك النوع من العلاج فمنع الانتكاس جزء من برنامج العلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري.
وما هي الحلول في حالة عودة المرض بعد الشفاء منه لمدة طويلة؟
التصرف الطبيعي في حال حدوث الانتكاس هو العودة للمعالج للدخول في رحلة علاج جديدة، ويفضل هذه المرة طلب الحصول على العلاج المعرفي السلوكي -إذا كان ميسرا- لأنه وحده يقي شر الانتكاس على المدى الطويل مقارنة بالعقاقير الدوائية.
واقرئي أيضاً:
لماذا الوسواس القهري أسباب الوسوسة القهرية4/ فاعلية العلاج النفسي الديني في الوسواس القهري(2)/ منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (11)