إنتاج 1968
شنبو مصطفى شنبو:
إنسان غلبان يجد نفسه فجأة متهما بقتل فهيمة اللئيمة فيهرب وتنشر صورته في الجرائد مصحوبة بلقب السفاح…
الصحافة تضخم الأمور… حملات صحفية للهجوم على شنبو… جرائم أخرى تنسب إليه ظلما… مبيد حشري جديد يطلق عليه اسم شنبوتكس… شوهد السفاح شنبو أمس وهو يحمل كيسا يرجح أن به قنابل… وهكذا: صحافة تسخين وإثارة، وعقل جماعي يسير كالقطيع وراء الصحافة وكأنه إفراغ لكل العدوان الموجود بداخله تجاه أي شيء ومظلومون غالبا يروحون في الرجلين بينما المجرمون الحقيقيون في مأمن من العقاب
وحين تظهر براءة شنبو في النهاية ويتزوج شويكار لا يخبرنا الفيلم كيف يمكن أن يرد شنبو اعتباره كما لو كان خلاص بقى المسامح كريم… ولا يخبرنا الفيلم - وهذا هو الأهم - ما هي الضوابط لكي لا يقع شنبو جديد في مصيدة الظلم الجماعي
شنبو مصطفى شنبو:
في فترة هروبه من البوليس تلتقطه عصابة وتعينه زعيما لها بناء على سمعته الإجرامية المزعومة… فيضطر إلى مسايرة الجو ويقود إحدى العمليات من أمام جهاز الكمبيوتر، ولأنه لا يعرف شيئا فإنه يلقي بأوامر خاطئة… الفيل في المنديل فيقوم أفراد العصابة بضرب بعضهم البعض… العبارة في الدوبارة.. تسلم العصابة نفسها لقسم البوليس… وهكذا… وعندها تنظر مساعدته إلى المساعد الآخر قائلة إيه اللي جناب الكومندا المهم بيهببه ده؟ فيجيب المساعد الآخر بثقة: يمكن جناب الكومندا شايف حاجة إحنا مش شايفينها!
الإشارة واضحة: ذلك الزعيم أو القائد الملهم الذي ينتشر في دول العالم الثالث فيجيب عاليها واطيها بينما حاشيته - وأيضا شعبه لا يرى فيه إلا بطلا وصاحب نظرية
شنبو مصطفى شنبو:
يقوم بدوره فؤاد المهندس في عز سنوات مجده قبل أن ينطفئ نجمه… والممثل الكوميدي في بلدنا له عمر افتراضي ينطفئ بعده ليس بسبب تكرار الأدوار (شارلى شابلن صار شارلى شابلن بدور واحد متكرر في كل أفلامه…) وإنما بسبب انفصال الكوميديان عن مصادر تموينه… كيف؟
يظهر الكوميديان في بدايته وهو يملك رصيدا هائلا من الشخصيات والمواقف التي يقابلها في الشارع وفي الأتوبيس وعلى المقهى الخ… وتدريجيا مع ازدياد شهرته وثرائه ينقطع تواصله مع البيئة التي نشأ فيها وصنعته… (في أنا فين وأنتى فين سنة 1965 يثير فؤاد المهندس الضحك حين يروي كيف أن محفظته قد سرقت وبها حجاب لمنع السرقة… وفي سك على بناتك -1980- يظل يحكي كيف بحث عن المأذون داخل الساونا دون أن يضحك أحدا ذلك لأن تجربة الساونا مجهولة للجمهور الحقيقي الذي يمارس الساونا الحقيقية يوميا على أصولها في الأتوبيس وفي طوابير العيش وغير ذلك من الأماكن البلدي…
وهكذا تدريجيا يتحول الكوميديان إلى مجرد متحدث عن الكوميديا وبينما تمنحه الصحافة لقب الفنان الكبير وناظر المدرسة يظل هو جالسا في بيته يشكو رداءة النصوص دون أن يسأل نفسه مرة أمال العيال العفاريت الجداد دول بيجيبوا النصوص بتاعتهم منين…
واقرأ أيضاً:
الحيل الدفاعية (6/6) / بطوط / علي باب الجامع / حين لم تلقني لتسأل ما بي / لو لم نجده عليها.... لاخترعناه..!