لا تتعجب. فعالمنا توجد به هذه الحيوانات المنقرضة، ولكن الفارق أن هذه الحيوانات تتعامل مع كل ما حولها من منظور أنها تنقرض وأنها نادرة الوجود.
هل تعلم ما هي هذه الديناصورات... إنهم شباب الرجال.. بالفعل الرجولة الحقيقية كما ندركها أنا وأنت نادرة، ولكني أتحدث هنا عن الذكورة; وليست الرجولة. اغفر لي فأنا أتحدث من خلال الباب الوحيد الذي يربطني مباشرة بعقلية هؤلاء الشباب وهي صلة التقدم للزواج، حيث أنني ما زلت آنسة (أقرب للحصول على لقب عانسة).
أعرف بالطبع ما يردده الكثيرون على أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الوطن -ونمر بها نحن بالطبع كإناث- هي سبب تأخر الزواج. لكن المثير للانتباه أن شباب الرجال النادر غير المتزوجين غالبا ما يكونون ممن يستطيع تحمل نفقات الزواج. ودعني أحاول أن أشرح لك ما خبرته في هذا المضمار خلال أكثر من عشر سنوات.
كل من تقدم لي كان يملك السيارة والشقة، فليست هذه هي المشكلة، ولكن الأساس هو ندرة الذكورة وأن الإناث كالطماطم (من السهل أن تجد أنثى أفضل وبسعر أرخص لتوفر نقودك).
دعني أطلب منك ألا تتعجل الحكم وتفكر في... أقربائك، معارفك، زملائك.. من الشباب النادر الوجود، ستجد هذه هي الروح السائدة في تفكيرهم، هذه جميلة ولكنها ساذجة، هذه ذكاؤها مخيف، هذه بها زيادة في الوزن، أو هذه كبيرة في السن.
ولعل الاستطلاع الذي قامت به إحدى الجرائد منذ بضعة شهور أكبر دليل على ما أقول فالشباب النادر كان يريدها جميلة ورشيقة وذكية وذات مؤهل عال ومن أسرة غنية.. ودعني أسألك هل فتاة بهذه المواصفات ستوافق أن ترتبط بشاب لمجرد أنه نادر الوجود وتنازل وتقدم لها مع وجود كثير من الطماطم في سوق الفتيات (الحقيقة أن بعضهم يفعل هربا من لقب عانس)، أنا لم أفعل وكنت دائما أبحث عن التوافق الفكري والثقافي وبالتالي سأشرف قريبا بالحصول على اللقب.
أدعو الله أن يوفق هؤلاء الشباب النادر الوجود ليدرك كنهه الحقيقي، فليس لأن الله خلقه ذكرا ميزه، ولكن الإنسان ذكرا كان أو أنثى يتميز بفكره وثقافته وخلقه ودينه، وطموحه، وبالتالي بتعليمه ومهنته وذلك ينطبق على الأنثى تمام الانطباق، فالمظهر الخارجي هو خلقة الله أما دخائل الروح فهي ما يميز الإنسان.
وأريد أن أوضح هنا أن العائلات تساهم في هذا التفكير مساهمة كبيرة، فالفتاة الصغيرة ذات العشرين ربيعا يوافق أهلها أن ترتبط بشاب نادر الوجود في الخامسة والثلاثين، والطبيبة يوافق أهلها أن تتزوج من شاب ذو مؤهل فوق المتوسط، ناهيك عن فتيات تكفلن بنفقات الزواج... وأنا هنا لا أبتكر أمثلة فهي أمامي ليل نهار، وأتعجب هل هذه أسر صحيحة البنية!!
حينما يقدم الشاب على الارتباط بفتاة جلّ ما تريده هو أن تشعر أنها بالنسبة إليه ليست كأي فتاة، ولكن عائلته وتفكيره النادر يستحيل معهما حدوث هذا الشعور(إحنا نجيب لك ست ستها هو في بنات بتتجوز دلوقتي)، أما أطرف تعليق ممن تقدموا إلي فكان: إنها أجمل فتاة رأيتها وأذكى فتاة رأيتها وأكثرهن أدبا ولكن... أحب أن أضيف (يمكن يلاقي أحسن).
وكم من أمثلة كثيرة لشباب فقير انتوى الزواج بنية خالصة (منزهة عن ندرة التفكير بالطبع) وأعانه الله فبدأ في شقة إيجار جديد أو مع أهله، ويعمل ليل نهار بحرفة بسيطة أو ما شابه، وكم تكون سعادتي عندما أعلم بعد سنتين أو ثلاثة أنه انتقل لشقة تمليك غرفة وصالة في أطراف المدينة وإن الله رزقه بطفل (ربنا يسعدهم)، ربنا موجود.
واقرأ أيضاً:
معتز الدمراش وعنوسة الرجال/ الزواج من الملتزم.. كارثة!/ مطلوب عريس/ مطلوب عريس 2/ سيد الرجالة كمان وكمان