المشهد: أم واقفة في المطبخ تقلي البطاطس... يدخل ابنها... طفل في السادسة من عمره...
الطفل (متهللا): ماما... لقد ولدت القطة...
الأم (بانشغال): مبروك يا حبيبي...
الطفل (بعد لحظة صمت)... ماما أود أن أسألك سؤالاً... (ثم يستأنف قبل أن ترد الأم)... من أين أتيت؟
الأم: (وقد فوجئت بالسؤال) ماذا؟
الطفل (ببراءة)... من أين أتيت أنا....؟
الأم (تتجاهل السؤال).... هيا أغسل يديك لتأكل البطاطس ساخناً...
الطفل:... ماما...... هل تلدين مثلما تلد القطة؟
الأم (بعصبية) أنا لست مثل القطة...........
الطفل: ولكن بطنك انتفخت حين كنت حاملا في أختي مثلما انتفخت بطن القطة حين...
الأم (متألمة): أي... أي... أي... أرأيت؟.... بسبب أسئلتك السخيفة هذه لسع الزيت يدي...
ارتبكت الأم ولم تدر بماذا تجيب ولدها........
الولد يريد أن يعرف من أين أتى!
هل يريدني أن أقول له عن ال........ هذا ال.......
يا نهار أسود!
ارتبكت الأم لأنها خلطت بين شيئين لا لسبب إلا لمجرد أنهما يحدثان في نفس اللحظة:
الشيء الأول هو المتعة الجنسية التي يكون الحديث عنها حاملا للحرج – كل الحرج!
والشيء الثاني هو كيفية تكون الجنين داخل الرحم وهذا الأمر فقط هو ما يسأل عنه الطفل ولا أعتقد أنه أمر مخجل إذا شرحنا للطفل ما يريده بأسلوب مبسط وصحيح علميا........
شف يا حبيبي؛ هل تذكر يوم اشتركت أنت وصديقك في شراء هدية لصديقكما الثالث بمناسبة عيد ميلاده؟
يومها دفعت أنت خمسة ريالات... ودفع صديقك خمسة ريالات أخرى... واشتريتما له هدية قيمة بعشرة ريالات...... ما كان باستطاعة أحدكما أن يشتريها دون معاونة الآخر......... بالمثل يا حبيبي في مسألة إنجاب الأطفال....
يتفق زوجان –أنا و أبوك مثلا– علي إنجاب طفل... فيساهم كل منهما فيه.... جزء من الأب ثم جزء من الأم....... ثم جزء آخر من الأب وجزء من الأم وهكذا....... ولعلك تلاحظ يا حبيبي كيف أن عيونك تشبه عيوني بينما شعرك أسود كشعر أبيك...... وفي النهاية تؤخذ كل هذه الأجزاء وتوضع سويا داخل بطن الأم...... كيف توضع؟....... هناك وسائل متعددة...... أحيانا باستخدام الأنابيب.... وأحيانا باللجوء إلى الأطباء..... وأحيانا بوسائل أخرى......... المهم أن هذه الأجزاء التي وضعت داخل بطن الأم تكبر وتكبر...... وكلما كبرت انتفخ بطن الأم....... حتى يصل الانتفاخ إلى مداه فتحين لحظة الولادة....... لتخرج إلينا أجمل هدية...... هي أنت يا حبيبي
أليس ما سبق تبسيطا علميا لواقع ما يحدث فعلا؟
هل فيما سبق أي شبهة قلة من أدب أو حياء؟
فلنحترم عقلية أطفالنا....... جيل الدش والإنترنت....... الذي لم تعد تقنعه حكاية وجدناك يا حبيبي ذات ليلة على باب الجامع.......
واقرأ أيضاً:
صراع في الدماغ: الحيل الدفاعية / الحيل الدفاعية (6/6) / بطوط