العمى الطائفي اضطراب سلوكي خطير يتسبب بانعدام الرؤية وفقدان البصيرة، وبهيجانات انفعالية مدمرة ومحطمة للوجود البشري المجتمعي.
ومن أعراضه أن الأعمى طائفيا لا يمكنه أن يفهم ويتصور ويستوعب أيه حالة مهما كان نوعها إلا وفقا لمنطلقاته الطائفية، وحواجزه العاطفية، فتجده يثور وينفعل ويطلق الأحكام المسبقة، وينفي دور العقل أو يعطله في أية محاورة مع الآخرين.
وهذا الاضطراب التفاعلي طاعوني الطباع ويمتلك وبائية عالية، ولا ينجو منه بسهولة مَن يتعرض له، ويمكنه أن يكون وراثيا وتربويا، ولهذا تستثمر فيه أعداء المجتمعات المُستهدفة، وتسخره لتحقيق مآربها، وذلك بتكرار التفاعلات ذات الشحنات الانفعالية العالية الكفيلة بترسيخه وتعزيزه وإقرانه باستجابات مُهلكة.
والمجتمعات المصابة بالعمى الطائفي، تكون ضعيفة وتابعة خانعة للآخرين، ومؤهلة للافتراس أنى يشاء الطامعون بها.
وعليه فإن المجتمعات التي تريد عزتها وكرامتها ووحدتها، تتوقى من هذا الاضطراب، وتسعى لتوفير العلاجات الكفيلة بسلامتها من مخاطره السوداء.
فالعمى العاطفي مرض أسود فتاك، تتفاداه المجتمعات الحية وتتصدى له بما عندها من الطاقات، ولا تسمح بجرثومة الطائفية أن تصيب فردا أو مجموعة أفراد، فالحذر منها والوقاية من الإصابة بها، من أولويات الاقتدار الوطني عند شعوب الدنيا، ولهذا لا يمكن لوسائل الإعلام أيا كانت أن تنبس ببنت شفة ذات روح طائفية، بل إن في بعضها تكون العقوبة القانونية قاسية.
والوقاية خير من العلاج، وعلى المجتمعات الحية أن تحترس من هذا الوباء الوبيل.
واقرأ أيضاً:
أعوامٌ وأجيالٌ!! / أمنا الأرض الشقية بنا!! / برشلونة وريال مدريد!! / التراكمية الغائبة والتبعثر المستقيد!!