الطفـل العنيـد (6)
نصائح أخيرة
كن عمليًا، استعمل المنطق والعقل، مثلاً لو أثار طفلك نوبة غضب في مكان عام سارع بإخراجه إلى منطقة أهدأ، المنطق وتفتحك كوالد له دور كبير في السيطرة على الموقف. لو كان الموقف خطيرًا، مثلا أن يترك يدك ويجري في منتصف الطريق استخدم غرائزك وتصرف.
وفيما يلي نماذج من الحياة الواقعية لعائلات لديها طفل صعب وكل منها يليه رد الفعل التلقائي لتصرف الطفل ثم خطة طويلة المدى للتعامل مع مواقف مماثلة:
1. العائلة الأولى
لماذا لا يعجبها شيء؟
أخذ الوالدان الأطفال إلى عرض عرائس الأطفال بالمدرسة، الطفل الأكبر (6 سنوات) مهذب ومنطلق، الطفلة الصغرى (4 سنوات) جادة، خجولة وأحيانًا متعلقة كثيرًا بوالديها، إنها لا تحب عروض أو أفلام الأطفال لكنها تحب كثيرًا عروض العرائس وعندما يقرر الأب الذهاب إلى ذلك العرض الذي تحبه فإنها تبكي وتتعلق بأمها وترفض الذهاب وفي أثناء العرض ترفض الجلوس على كرسيها وتصر على الجلوس في حجر والدتها، وعندما تسكت أخيرًا ويبدأ العرض فإنها تبكي وتصرخ حتى أن أمها تصيح بها غاضبة "ماذا بك إنهم عرائسك المفضلين؟" تقول الطفلة "لا إنهم أكبر" ونتيجة لبكاء الطفلة المستمر يُجبر الأهل على مغادرة العرض عائدين للمنزل مقتنعين أنهم أخفقوا ثانيةً في إسعادها فإن طفلتهم لا يعجبها شيء.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل كان لابد أن يكون مختلفًًا من بداية تعلقها بأمها ورفضها الذهاب، ثم عندما بدأ البكاء عند مشاهدتها العرض.
هل تكرر ذلك من قبل؟ إنها طفلة خجولة، كثيرة الشكوى بالذات في الأماكن العامة.
هل الطبع المزاجي متدخل؟ بالتأكيد، رفضها للأشياء الجديدة والانسحاب المبدئي، إنها سهلة الاستثارة وظهر ذلك بوضوح أثناء العرض، صعوبة التكيف ظهرت عندما قالت إن الطائر مختلف إنه أكبر، جديتها وشكواها يعكسان مزاجها السلبي.
إذن لو أدرك الوالدين ذلك فإنها تحتاج إلى الطمأنة، تأخذ الأم الطفلة بين ذراعيها، تضمها وتقول "أنا أعرف إن كل ذلك جديد بالنسبة إليك وأنت لم تتعودي على الطائر بذلك الحجم ولكن لا تخافي ستتعودين عليه مع الوقت".
تستطيع تشجيع الطفلة أن تأخذ لمحات خاطفة إلى الدمية وإن فشل ذلك والطفلة لا تزال متضايقة فلتذهب بها إلى آخر صف مكان العرض، ستتشجع على المشاهدة عندما تكون المسافة أكبر.
الخطة المسبقة
مع طفل كهذا لابد أن تستعد من اليوم السابق، أخبرها أن العائلة ستفعل شيئًا جديدًا غدًا، أخبرها أنها سترى حيواناتها المفضلة على الطبيعة ولكن أكبر، أكثر ألوانًا وقد يبدون مختلفين، وفي يوم العرض أذهب مبكرًا وأقضي وقتًا أطول بالخارج حتى تتعود على المكان الجديد.
يجب أن يناقش الأبوان الخطة مسبقًا، يقرران من سيجلس بجوارها ويحتويها لو احتاجت ويذهب بها بعيدًا لو أرادت.
2. لا أحد يفوز، كلنا خاسرون.
هذه أم لديها طفل عنده 6 أشهر وطفل سيء المزاج عنده 6 سنوات، في يوم تكتشف الأم أن حليب الأطفال قد نفد وتحتاج إلى الذهاب إلى المتجر لشراء بعض منه قبل أن يستيقظ الرضيع.
تطلب من الطفل الأكبر الذهاب معها ولكنه يرفض ترك لعبه، فتخبره أنها ستذهب مسرعة وستغلق عليه الباب وليست هذه هي المرة الأولى ولكن الطفل يصرخ رافضً ذهابها، إذن أذهب معي، يرفض صارخًا أيضًا موقظًا أخيه الرضيع الذي يبكي هو أيضًا والأم يائسة "انظر ما الذي فعلته، لقد أيقظت أخيك إنه جائع ولا يوجد لبن له إنه خطؤك" مما يؤدي إلى زيادة الصراخ ويثير الطفل الأكبر نوبة غضب راميًا كل اللعب على الأرض.
ماذا يفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل: يجب أن تكون الأم حيادية وتحدد سلوك الطفل، إنه سلوك مقاوم عنيد، الطبع المزاجي هنا هو صعوبة التكيف وسرعة التغيير من اللعب إلى الخروج مرفوضة بالنسبة له.
لقد سألته الأم أن يختار بين الخروج معها أو الجلوس بالمنزل وحيدًا وكلاهما مرفوض بالنسبة له، كانت الأم تستطيع أن تقول له "احضر لعبك معك إلى السيارة" فإن لم يفعل ذلك هل تستطيع أن تؤجل اللبن، أن تجعل الرضيع يتناول عصير تفاح أو زبادي؟ على الأقل حتى تستطيع طمأنة الطفل الأكبر.
الخطة المسبقة:
هذا طفل عنيد، صعب التكيف ويجب تجهيزه قبل الانتقال من موقف لآخر.
يمكن استعمال ساعة التغيير، أخبري طفلك في خلال خمسة دقائق سنذهب إلى المتجر وبعد عشرة دقائق ستعود إلى حجرتك ولعبك.
3. سرير من هذا؟
لعدة أسباب استمر ذلك الطفل في الذهاب إلى سرير والديه لينام معهما، وعند عمر 3 سنوات ونصف أصبح يرفض الذهاب للنوم في أي مكان آخر.
بدأت المشكلة منذ طفولته عندما كان يستيقظ عدة مرات خلال الليل ويذهب إلى فراش والديه وتكرر ذلك كثيرًا، تكون أمه مقتولة من يوم طويل وصراعات آخرها يكون بمحاولة إقناعه بالذهاب إلى سريره للنوم، وتصبح الليالي عبارة عن لعبة الأسرة المتبادلة، مرة عندك ومرة عندي، وتتعقد الأمور عندما يقول أنه خائف من الظلام والأحلام السيئة.
وبعد فترة تيأس الأم وتبدأ سلسلة من المناقشات الجدية بين الأبوين في محاولة لحل المشكلة، يرفض الأب نوم الطفل معهما وتلين الأم أمام خوف الطفل فيذهب الأب غاضبَا للنوم على أريكة خارج الغرفة.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
إنه ليس رد فعل لليلة واحدة، إنه يحتاج إلى خطة محكمة ويكمن حل المشكلة في تفهمك لها.
اسأل نفسك عن دورك في تكوين تلك العادة الليلية لدى الطفل، هل يأتي إلى فراشك لأنه خائف أم أصبح يستخدم تلك الكلمة ليلاعبك بها؟ هل تخلط وقت الذهاب للفراش بوقت النوم؟
إن الطفل غير المنتظم لا يمكن إجباره على الذهاب للنوم ولكن المواعيد المنتظمة للذهاب للفراش لابد من الحفاظ عليها.
الطفل الخائف يمكن أن يساعده (الرفيق الشجاع)، أعط الطفل دمية "الدب الشجاع" أو أي حيوان آخر ليشجعه أثناء الليل ويمكن استخدام العروسة في طريقة الطفل القائد حيث يطلب من الطفل مساعدة العروسة على النوم كما سيفعل الأب والأم.
لو كان لدى الطفل مشكلة الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل، طمئنيه ولكن يجب الذهاب به إلى حجرته، كن حازمًا ومختصرًا.
ولو كان الطفل خائفًا ابق معه قليلاً حتى يطمئن ولكن لا تنم بجواره.
4. صعب الإرضاء في الطعام
كمعظم الأمهات فإنها تحب إعداد الطعام وخاصةً الوجبات المغذية، ولكن ابنها (4 سنوات) لديه دائمً مشكلة الصعوبة في تناول الطعام، إنه نادرًا ما يقول أنه جائع ولا يحب التغيير في وجباته، كلما ذاق شيئًا جديدًا لم يعجبه، إنها قلقة لأنها تشعر أن غذائه ليس متوازنًا وبالتالي فإن الصراعات بينهما أبدية هي من جانب تحاول إجباره، إقناعه، محايلته للأكل وهو طوال اليوم يعذبها بما يأكله (جبن، حلوى، مقرمشات، بطاطس) ويلح ويلح حتى يأخذ ما يريده وعندما تعطيه ما يريد فإنه يفقد اهتمامه به ويتركه بعد قضمة واحدة، صراعات مستمرة على الأكل لا تنتهي.
ماذا يفعل الوالد الخبير؟
لا يوجد رد فعل معين يجب التراجع ودراسة الوضع لوضع خطة محكمة:
هناك طبع مزاجي واضح خلف سلوك الطفل، طباعه غير المنتظمة تجعل من الصعب عليه أن يشعر بالجوع في أوقات منتظمة، لديه صعوبة في التكيف، إنه لا يحب تغيير الأكل أو طريقة إعداده، لديه حساسية عالية للمؤثرات حتى أنه لا يحب مذاق معظم الأكل ويشتكي (طعمه غريب – حار – كثير التوابل).
يجب أيضًا أن تقيم الأم نفسها هل هي قلقة لأنه لا يتناول طعامًا صحيًا أم لأنه لا يتناول طعامها؟
صحة الطفل يمكن تقييمها عن طريق طبيب الأطفال، سيقرر إن كانت صحته على ما يرام أم لا.
عندما يأتي وقت تناول الوجبة فإن الطفل يجب أن يجلس على المائدة مع باقي العائلة حتى إن لم يكن جائعًا وتستطيع الأم دائمًا تحضير أطباق شهية له عندما يجوع.
ويجب أن يراعي أخلاقه عند الجلوس على المائدة حتى وإن كان لا يأكل.
يجب أيضًا أن تضع حدودًا، إنه يريد هامبورجر على الغداء والعشاء، لا تجعلها مشكلة ولكن لو أراد حلوى دون تناول عشاؤه قل (لا) بحزم.
5. في الطريق
هذه الأم تستعمل السيارة لقضاء معظم مشاويرها، الطفل الأكبر ولد لطيف مؤدب (6 سنوات) ولكن الرعب يأتي من أخيه الأصغر (4 سنوات) طفل شديد النشاط، عنيد، متهور، مستحيل أن يجلس ساكنًا ويربط حزام الأمان في السيارة، في هذا اليوم كان غاضبًا من والدته لأنها قاطعت لعبه في الحديقة واستمر يبكي ويصرخ من المقعد الخلفي معظم الطريق، كانت الأم تحاول التركيز على القيادة وتصرخ من حين لآخر "اسكت" ويزداد هياج الولد ويمسك أحد لعبه ويضرب بها أخيه ويتشاجرا معًا وفي أثناء المعركة تطير إحدى اللعب وتضرب رأس الأم.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل: أول ما يجب عمله في السيارة هو البحث عن الأمان، يجب إيقاف السيارة على جانب الطريق، اهدئي أولاً وفكري إن هذا سلوك هائج، هل يدخل فيه طبع مزاجي؟ طبعًا لقد أخذت طفلك شديد النشاط من وضع الحرية والانطلاق إلى وضع ضيق محكوم.
احضري طفلك إلى المقعد الأمامي وحافظي على اتصال العين وحاولي تهدئته "أنا أعرف إنك متضايق لأنك تركت ألعابك، كان ذلك سريعًا ثم وجدت نفسك محبوسًا في السيارة ولكننا سرعان ما سنصل" واتركي طفلك بجوارك خلال مسافة الرحلة الباقية.
الخطة المسبقة:
من الواضح أن بعض التحضير كان يمكنه مساعدة الأم، ساعة التغيير قد تساعد، تحذير مسبق بوقت مغادرة الحديقة، وضع الطفل بجوارك مع بعض الألعاب الآمنة والباقي في شنطة السيارة، ويجب أن يكون معك شنطة للطوارئ من أجل الرحلات الطويلة بها أشياؤه المفضلة، وجبة خفيفة، عصير أو أي شيء آخر قد يلهي طفل قلق أو كثير النشاط.
إن كان طفلك متهيجًا حاولي تهدئته قبل الرحلة وكلما طالت الرحلة حاولي تقسيمها على أجزاء.
6. أستاذ نوبات الغضب
في يوم شتاء شديد البرودة تحدق الأم خارج النافذة إنها أسيرة فكرة إن طفلها يبدو سلوكه يقترب من الجنون بسبب المكث في المنزل طوال النهار، ولكن الجو عاصف وهي غير واثقة من إمكانية نزولها معه إلى أي مكان.
تذهب إليه وتقول له "استعد سنخرج" وتجره ليلبس وفي الأثناء تكلمه حتى يهدأ قليلاً، وعندما تحضر له الحذاء يقول "لا يا أمي لا أريد هذا" تحضر له واحدًا آخر "لا يا أمي هذا ليس مريحًا" وتظل تروح وتجيء وهو يعترض والنتيجة أنه يصرخ وهي تجلس على الأرض متعبة تريح ظهرها متسائلة ماذا تفعل الآن؟ يرفض ارتداء معطف الشتاء في نوبة غضب أخرى، أمه تصر وترغمه على ارتدائه وتجره خارج المنزل، وعندما يصلا إلى الحديقة يصرخ رافضًا الدخول وبدأت الناس تتجمع وتنظر، نفد صبر الأم وتحاول جره بعنف إلى داخل الحديقة وفور أن يدخل ينطلق لاعبًا مع الأطفال الآخرين وتنهار الأم جالسة على مقعد بالحديقة.. وبعد فترة يأتي إليها طالبًا عربته الكبيرة فتقول له الأم إنها بالمنزل، يقول "ولكني أريد عربتي اذهبي وآتيني بها" وينطلق في نوبة غضب جديدة.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل:
هذا الطفل لديه نوعان من نوبات الغضب، نوبة مزاجية وأخرى تلاعبية.
تظهر المزاجية في أثناء ارتداء ملابسه والتلاعبية عندما يريد عربته الآن وإلا....
ولأن الأم لا تستطيع التفريق بينهما فهي تعامله نفس المعاملة، بينما في المزاجية تحتاج إلى كثير من المساندة والتفهم، ويجب في التلاعبية ألاَّ تستسلم وتحاول تجاهلها.
لو استمرت نوبة غضبه في الحديقة خذيه إلى المنزل وكذلك نوبة ارتداء الملابس كان يجب السيطرة عليها أسرع من ذلك، عند مدخل الحديقة يظهر طبعه المزاجي (الانسحاب المبدئي) وكان يجب عليها إعطاؤه بعض الوقت.
الخطة المسبقة
هذا الطفل وتلك الأم عالقان في دائرة مفرغة، كان أول شيء يجب أن تفعله تلك الأم هو التخطيط إلى الخروج، إن أفعالها كلها لا تأتي بناءًا على خطة وبالتالي عندما تقابل بالاعتراض يؤدي هذا بها إلى اليأس، إنها تفترض أنه يعاندها عن قصد، يجب أن تكون حيادية.
هل سيفيده الذهاب إلى الحديقة؟
لا يجب الاستجابة لرغبته في الاعتراض على نوع معين من الملابس أكثر من مرتين.
ساعة التغيير ستساعده في تغيير الأنشطة.
لو كان الجو باردًا وهو يرفض ارتداء معطفه اجعليه يحمله لو كان باردًا حقًا سيرغب في ارتدائه. و لا تنسي حساسية المؤثرات أنه يتقبل البرد والحرارة بطريقة مختلفة.
عندما تذهبان إلى مكان حتى وإن كان مألوفًا وواجهتِ الانسحاب المبدئي أخبريه أنك تفهمين وإنك بجواره حتى يتعود عليه.
7. إنك تستحقين راحة اليوم
تحب تلك العائلة طفلتهم ذات الخمس سنوات جدًا برغم أن مستوى نشاطها يكون غالبًا أكثر من باقي الأطفال، إنها يمكن أن تكون متهورة، صوتها عالي، حساسة جدًا للتغيير، عندما يأخذانها إلى أماكن تكون الحركة فيها محدودة مثل المطاعم فإنهما يختاران الأماكن التي بها ركن للعب الأطفال.
إلا أنها بعد فترة وجيزة يصبح سلوكها متهيجًا وخارجًا عن السيطرة، إنها تبدأ في دفع الأطفال الآخرين فتتدخل أمها وتأخذها بعنف لتجلس على الكرسي ولكن الطفلة مثارة جدًا بحيث لا تستطيع الجلوس، تقلب مشروبها وترمي البطاطس على الأرض وترفض تناول الطعام، لقد فشلت خطة تجميع الأسرة على الغداء، فيستسلم الأبوان ويتركانها للعب.
ماذا يفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل:
عندما تشعر الأم أن سلوك طفلتها قد أصبح خارجًا عن السيطرة كان يجب أن تأخذها بعيدًا وتجعلها تهدأ قليلاً، مثلاً في العربة أو في الحمام بعيدًا عن الأطفال..
كوني حيادية، اذهبي إلى طفلتك، أبعديها عن مكان اللعب، انظري إلى عينيها وأخبريها "إنك كثيرة الهياج" ويجب ألا تعود أبدًا إلا بعد أن تهدأ.
عند الجلوس على المقعد لفترة سوف تبدو قلقة وتتململ في جلستها اسمحوا لها بالنزول والتجول قليلاً.
طفل مثل هذه الطفلة هام جدًا أن يكون لدينا حس التوقيت المناسب.
الخطة المسبقة:
استخدام فترات التهدئة من حين لآخر ويجب أن تتعلم توقيت التدخل المناسب.
حاول ألا تأخذها إلى أماكن تواجد أو تجمع الكبار حيث سيحرجك سلوكها.
رتب لها برامج رياضية أو حتى مكان رياض للأطفال.
8. هذا ليس عدلاً:
هذا طفل عمره 7 سنوات وأخته عمرها 4 سنوات، يعتقد أنه يعيش في أكثر البيوت ظلمًا على وجه الأرض لأن أخته المدللة تحصل دائمًا على ما تريده، إنها لا تُعاقب أبدًا وتفعل أشياء ليست مسموح له بفعلها، إنها تضربه وتسيء إليه وليس مسموح له بالرد، إنها خشنة ودائمًا تصرخ وتريد ألعابه وتظل تلح حتى تحصل على ما تريده.
هذا الطفل لديه لعبة قطار يحافظ عليها جدًا، وأرادت الطفلة الحصول عليها فدخلت غرفته بدون أن يعرف وخطفت إحدى عربات القطار صارخة "إنه لي" وحاول أخوها أخذها منها دون فائدة فتفقد الطفلة السيطرة على نفسها وترميه بعربة القطار فتخبطه في رأسه فيصرخ ويضربها على رأسها، تدخل أمهما فتجد الاثنان يبكيان ولكن لأن الطفلة أكثر صراخًا تأخذ الأم جانبها.
يثور الابن غضبًا "أنت دائمًا تفضلينها عليّ، هذا ليس عدلاً"
وعندما يعود الأب في المساء ويسمع ما حدث ينفجر في زوجته "أنت تقومين بإفسادها" وتكون مشاجرة بينهما خلال العشاء.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل:
عندما تأتي في نصف مشاجرة بين الأبناء فلا تحاولي أن تكوني حكمًا ولا تحاولي معرفة من الملام.. فقط فرقي بينهما وتعاملي مع السلوك، تكلمي مع الهادئ والأكبر "أنا أعرف أنه قطارك ولكن دعني أتعامل مع أختك أولاً" طمئنيه أنك لست غاضبة منه ثم حولي اهتمامك إلى طفلتك الخارجة عن السيطرة، إنها تثير نوبة غضب.
حاولي تحويل اهتمامها إلى لعبة أخرى ولا تحاولي معرفة أيهما المذنب ولا تعاقبي أيهما إن لم تشاهدي المعركة من البداية..
الخطة المسبقة:
ابحثي عن النقطة التي بعدها يحدث الانفجار بين أولادك هذا سيساعدك كثيرًا.
في هذه الحالة الطفلة الصغرى (الصعبة) لابد من وقفة حازمة معها "إنها ليست مسموحًا لها باللعب بلعب أخيها دون موافقة أو أن تدخل حجرته (إن وجدت) مادام الباب مغلقًا"
9. إني لا أريد الذهاب إلى المدرسة
هذا الطفل (6 سنوات) طفل نشيط ولكنه أحيانًا خجول ولحوح، عندما يشعر بالقلق يعض على أظفاره، شديد التعلق بوالدته، قضى ثمانية أسابيع في معسكر صيفي بعد رفض مبدأي واستمتع جدًا بالتجربة وازدادت ثقته بنفسه واعتقدت والدته أنه سيعود مرهقًا وقد استنزف طاقته كلها بالمعسكر وسيعود طفلاً مطيعًا يأكل وينام فقط. ولكن على العكس فإنه عاد شديد الملل، متغير المزاج وأيضًا عاد إليه طبعه اللحوح، شديد التعلق، أصبح يرفض الخروج بدون والدته، إنها تشعر أنه ظلها الصغير.
إن لديها قائمة بالأشياء إلي تريد عملها قبل بدء الدراسة ولكن كل نشاط معركة كبرى إنه يرفض الذهاب إلى المحلات، يرفض قص شعره صارخًا، إنه حتى يرفض اللعب مع طفل الجيران والذي كان أقرب أصدقائه. وبالطبع كان أول أسبوع في المدرسة جحيمًا، إنه يرفض تركها ترحل، وتضطر إلى الجلوس معه في الفصل ويصبح هيستيريًا إذا حاولت الرحيل.
الأسبوع الثاني أسوأ، إنه يرفض الاستيقاظ من الفراش وارتداء ملابسه، يشكو من وجع في معدته ولابد أن تجره إلى المدرسة.
إنه الآن يتعلق بها أكثر أثناء الليل أيضًا لأنه خائف من النوم بمفرده.
في النهاية رفضت المعلمة بقاء الأم في الفصل، يثير الطفل نوبة غضب لكن المعلمة ترفض التراجع.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل:
لابد أن يكون مبنيًا عن معرفة هل رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يغطي طبعًا مزاجيًا أم لا، في هذه الحالة نعم هناك تراجع مبدأي وصعوبة تكيف ولكن ليس هذا هو الحال فقط، إنه طفل قلق وهو يرينا حالة تسمى (قلق الانفصال) وهو يسبب له رفض المدرسة.
يجب أن تكوني حازمة ودعيه واذهبي، لا تناقشي ولا تشرحي، كلما كانت أفعالك واضحة كلما سهل تقبله لها.
الخطة المسبقة:
يجب وضع عدة عوامل في الاعتبار:
يجب على الأمهات معرفة الفترات الانتقالية في حياة أطفالهن وتأثيرها عليهم، بين المدرسة والأجازة معظم الأمهات يشعرن أنهن أسيرات.
لماذا فترة النمو الاجتماعي التي صادفها هذا الطفل في المعسكر تلتها فترة تقهقر؟ هذا شائع جدًا في الأطفال صعبي الطباع وليس حله أبدًا دفعه نحو الاستقلالية ولكن بإعطائه أساسًا صلبًا للأمان.
مثلاً لو أبدى طفلك خوفه من ذهابه إلى الحديقة بمفرده طمئنيه وأخبريه ألا يقلق وامكثي معه أول مرة نصف ساعة ثم اذهبي وفي المرة الثانية اجلسي على مقعد في الحديقة ودعيه يراكِ، سوف تلاحظين أنه كل دقيقة أو دقيقتين سوف ينظر إليك ليطمئن إلى وجودك وبالتدريج سوف ينشغل باللعب مع أقرانه ويقل نظره إليك انسحبي بطيئًا وانتظري المرة القادمة 15 دقيقة ثم 10 دقائق ثم 5 دقائق وهكذا...
خلال تلك الأوقات الانتقالية كوني ودودة ومساندة له ولا تنتقدي سلوكه حتى يحقق بعض الاتزان.
لا تدخلي في نقاشات مطولة عن مخاوفه، دعيه يعبر عما يقلقه ولكن لا تسأليه مطولاً عنها لأنك لو فعلت ستعطي مخاوف وهمية (مثل الوحوش واللصوص) أهمية أكبر في عقله، طمئنيه بقولك "إن ماما وبابا يحبانك جدًا ولن يدعا شيئًا سيئًا يحدث لك".
أعيدي طفلك للذهاب للمدرسة بالحديث عنها حتى تبدو مألوفة بالنسبة له بدون مناقشات مطولة عنها أيضًا، خذيه واذهبي إلى المدرسة، دعيه يتفرج على الفصول قبل بداية الدراسة بصورة هادئة، تلقائية، لا تبالغي.
الروتين الصباحي يساعد جدًا في تنظيم وقت الدراسة ولكن ابدئيه قبل بداية الدراسة بأسبوع على الأقل. عندما يكون طفلك ذو الخمس أو ست سنوات شديد التعلق بك حاولي ترتيب أن يستقبله أحد آخر على باب المدرسة ليأخذه للداخل مثل حارس الأمن، مدرس، أو مشرفة... لا تبقي معه بداخل المدرسة (إن كان أصغر من ذلك يمكنك البقاء فترة قصيرة تقل يوميًا بالتدريج).
10. رعب الفصل
عندما دخلت تلك الطفلة الحضانة لأول مرة (4 سنوات) كان قلق أمها كبيرًا، كانت طفلة مثل الصبيان، خشنة جدًا، من السهل إثارتها، تحب القيادة ولا تحب التغيير وعرف أبواها أن أحسن وسيلة للتعامل معها هو الروتين المعروف.
بعد حوالي شهر بدأت تصل لأمها جميع أنواع الشكاوى والرسائل والمكالمات من المدرسين إنها تضرب، إنها تعض، إنها ترمي الألعاب، ترفض المشاركة في الألعاب الجماعية برغم أنها لم تكن بتلك الصعوبة في المنزل، لكن بعد ذلك بدأت أمها تواجه صعوبة معها في المنزل أيضًا، إنها متقلبة المزاج وصعب التحكم فيها وأخيرًا أبلغتها الحضانة إنها تدمر جو الفصل ولا يمكن أن تعود قبل أن تتعلم السلوك الجيد.
ماذا سيفعل الوالد الخبير؟
رد الفعل:
لا شيء فوري، أبقها في المنزل لعدة أيام حتى تعرف ما الذي يحدث وأخبري طفلتك بذلك "إنك ستبقين في المنزل لبعض الوقت وكل شيء سيصبح أفضل".
لا تعاقبي الطفلة ولا تستجوبيها عما حدث، اذهبي إلى المدرسة وقابلي المدرسين لبحث أفضل وسائل التصرف، لا جدوى من إشعار الطفلة إنها سيئة.
خطة مسبقة:
هذه طفلة لديها مشكلة مع الانتقالات، مع تغيير روتين المنزل وتقبل روتين جديد في المدرسة.
مستوى نشاط عالي، سهولة التشتت أمرين من المهم جدًا ملاحظتهما فيها عند الذهاب للمدرسة، لا تنتقدي المدرسة ولا المدرسين ربما لا يعرفون كيفية التصرف مع طفلتك ولكن أيضًا لا تعتذري عن سلوك طفلتك.
تقربي منهم بأسلوب بناء "إني أريد مشاركة بعض المعلومات التي ساعدتني في المنزل معها، إن ابنتي لديها صعوبة في الانتقال والتغيير، عندما تكون حولها مجموعة كبيرة من الأطفال تستثار بسهولة ولذلك يجب أن أراقبها حتى أعرف متى وصلت لمستوى عال من الإثارة فآخذها بعيدًا حتى تهدأ قليلاً، وعندما أريدها أن تستمع إلي فإني أجعلها تجلس قربي وأنظر في عينيها هذا يساعدها على التركيز"، سيؤدي هذا إلى تواصل جيد بينكم.
هذه الأمثلة توضح أن كل وسائل التدخل التي ذكرناها تحتاج لمعرفة الطبع المزاجي للطفل، التقدم مع طفلك الصعب سيكون تدريجيًا وستتخلله فترات صعبة لكما معًا.
كونوا صبورين ويجب أن تُري طفلك كم تحبه وتعلم أن تمدحه على صفاته الجيدة وأن تستمتع بجلسته وستجد مع الوقت أن الدائرة المفرغة قد تم إحلالها بوصلة من الإعجاب والاحترام بينك وبين طفلك.
ويتبع >>>>>>: الطفـل العنيـد (8)
واقرأ أيضاً:
كيف نربي طفلاً منظمًا؟ (2) / الطفل العصبي / كيف تصنعين طفلاً يحمل هم دينه؟