عَـلـى شـمّاعةِ المرَضِ القَدِيْمَةْ أُعَـلِّـقُ -عـادةً- مُـرَّ الهزِيمَةْ
كـأنِّـي مِـنْ مَـرَارِتِـهَا بَرِيءٌ وأنّـي مـا اقـتَـرَفتُ بِهَا جَرِيمَةْ
لأَهـرُبَ مِـنْ مُـواجَهَتِي لِنَفسِي فَـنَـفـسِي ليسَتِ النَّفسَ الرَّحِيمَةْ
إذَا غَـضِـبَـت عَـلَيَّ فَإِنَّ حَظِّي عَـذَابٌ لَـم أَذُق أَبَـدًا جَـحِـيمَهْ
فَـيَـا وَيْـحِـي أَيَـنفَعُنِي هُرُوبِي إذَا أَغـرى ضَـمِـيـرِي بِالنَّمِيمَةْ
وهـل أبـقَى أُعَانِي مِنْ جُرُوحِي وفَـوقَ الجَرحِ مِنْ ضَعفِ العَزِيمَةْ
تَـعِـبـتُ مِنَ التَّنَاقُضِ في حَيَاتِي ومِـن نَـزفِـي و أَعضَائِي سَلِيمَةْ
ومِن صَوتِ الضَّمِيرِ،وصَوتِ كَربِي كِـلا الـصَّـوتَـينِ حُجَّتُهُ قَوِيمَةْ
كـأنِّـي والأسَـى مُـنـذُ الـتَقَينَا نَـدِيـمٌ لـم يَـخُـنْ يَـومًا نَدِيمَهْ
يُـسَـامِـرُنِـي إذَا مَـا جَنَّ لَيلِي ويُـنـشِـدُنِـي المَوَاوِيلَ الرَّخِيمَةْ
ولا يـرْضَـى مُـفَـارَقَتِي نَهَارًا لأجـلِ وِثَـاقِ خُـلَّـتِـنَا الحَمِيمَةْ
كَـأَنَّ الـصُـبـحَ لَيسَ بِه ضِيَاءٌ ولَـيـسَ يَـبُـثُّ لِـلـدُّنيَا نَسِيمَهْ
كَـأَنَّ الـلـيْـلَ نُـورٌ قَـد تَجَلَّى فَـنَـارُ الـكَربِ فِي لَيلِي عَظِيمَةْ
كَـأَنَّ الـبُـؤسَ -يالِلْبُؤسِ- بَاتْتْ رَكَـائـبُـه بِـأورِدَتِـي مُـقِيمَةْ
كَـأَنَّ (كَـأَنَّ) مَـلَّتْ مِنْ قَصِيدِي وعَـافـتْ مِـنـهُ فَـلسَفَةً عَقِيمَةْ
وقـالـتْ قَـدْ سَـقَيتَ القَلبَ يَأسًا فـأنْـبَـتَ كُـلَّ يَـابِـسِةٍ سَقِيمَةْ
ألا هـلَّا سَـكَـبْـتَ لَـهُ حُـرُوفًا تُـمَـازِجُ مِـن تَـفَـاؤُلِهَا صَمِيمَهْ
وهـلَّا سَـحَّ مِـنْـكَ الغَيثُ عَذْبًا فَـيُـحْـيِـيَ ذُو الجَلَالِ بِهِ رَمِيمَهْ
وهـلَّا عَـادَ عُـصْـفُورُ الأَمَانِي إلـى تِـلـكَ الأَغَـارِيـدِ الرَّنِيمَةْ
ألا هـلَّا رَفَـعْـتَ الـكَفَّ تَدْعُو.. لّـذِي أنْـشَـاكَ فِي عُتَمِ المَشِيمَةْ
أَجِـرْ ضَـعْفِي وأدْرِكْ سُوءَ حَالِي ودَاوِ جِـرَاحَ مُـهْـجَـتِيَ الكَلِيمَةْ
وفَـرِّجْ كُـرْبَـتِي واجْبُرْ عِثَارِي وكَـفِّـرْ مـا ارْتَكَبْتُ مِنَ الظَّلِيمَةْ
ونَـقِّ سَـرِيـرَتِـي وأَنِرْ فُؤَادِي وألْـهِـمْـنِـي الطَّرِيقَ المُستَقِيمَةْ
فــإنّ الله ذو جُــودٍ وفَـضْـلٍ وذُو حِـكَـمٍ خَـفِـيَّـاتٍ جَسِيمَةْ
إذا كَـانَ ابـتَـلاكَ بِـمَـسِّ ضُرٍّ فَـفِـي دَارِ الـجَـزَا تَلقَى الغَنِيمَةْ
واقرأ أيضا:
ليالي شهرزادية (الثالثة) / أيها الحاضر الغائب / دقات الرحيل / قماشة الشرف