كنت أجلس أمام التلفاز وتوقفت أمام إحدى البرامج المعروضة على قناة دبي وكان يناقش قضية علاقة الرجل بزوجته عن طريق استضافة إحدى الزوجات التي تتفنن في تدليل زوجها وعلى الرغم من إعجابي الشديد بحالة الحوار التي تديرها المذيعة البشوشة نشوة إلا أن هناك هاتفا خطفني من أمام منضدة الحوار الممتع.
كان هذا الهاتف يضع أمامي سؤالا... ما كل هذه البرامج المهتمة بحياة الفرد داخل وطننا العربي سواء داخل المنزل أو خارجه؟... وهل أصبحت تلك البرامج لها الأولوية داخل الشاشة الصغيرة؟... وهل هذه البرامج جزءٌ من التحول السياسي الذي نعيشه الآن؟.
من المعروف داخل المجتمعات الرأسمالية أن الفرد أساس الدولة وليس جزءا منها لذلك نجد أن أكثر البرامج مشاهدة داخل الولايات المتحدة هو برنامج المذيعة اللامعة أوبرا بالمقارنة بالبرامج السياسية والاقتصادية لأنها تعرض القضايا المرتبطة بحياة الفرد والأسرة التي يعتبر الكثير منها أسرارا دفينة داخل بيوتا العربية.
ولكن تلك هي الرأسمالية التي تضع المواطن في المقدمة ثم يأتي بعده الجميع لأن نجاح كل مواطن سوف يؤدي في النهاية إلى نجاح المجتمع أجمع. أما الاشتراكية فهي تضع الدولة أعلى من الجميع فالحلم حلم قومي وليس من حق الفرد أن يحلم حلما خاصا به والتحدث داخل وسائل الإعلام يجب أن يكون عن إنجازات الحكومة وليس مساوئها... فمن الأهم من مناقشة قضية تعذيب المواطنين داخل أقسام الشرطة أن نناقش مدى المجهودات التي يقوم بها رجال الشرطة من أجل حماية الوطن!.
وبدلا من مناقشة فساد المسئولين علينا أولا أن نشير إلى مدى التضحيات التي يقوم بها هؤلاء الأفراد من أجل خدمة الشعب!
لذلك سقط الاتحاد السوفيتي كحضارة لم تستمر أكثر من سبع عقود "وهذا عمر لا يذكر بالنسبة لعمر الحضارات" لأنه لم يحترم الفرد فأسقطه هذا الفرد. لذلك في مصر علينا الحذر فالمواطن قادم
اقرأ أيضاً:
هل انهار منزل سي السيد؟ / النصاب مخرج شاطر / الإدارة الأمريكية وقطار توقف فجأة!