دائما أخشى اقتراب العيد فهو يثير في نفسي الشجون يذكرنني ببيتنا الكبير والأهل والأصدقاء حين كان لكل شيء طعم ومعنى أضع ملابسي الجديدة على السرير ومعها حذائي الجديد توقظني أمي مبكرا للإفطار ثم نتوضأ لنذهب للصلاة في الإستاد وجموع المصليين وتكبيرات العيد أسمعها الآن في أذني.
وحين أعود أرتدي ملابسي الجديدة ويأتي أولاد خالتي وأولاد أخوالي، ثم نصطف في طابور لنأخذ عدية العيد من جدي رحمه الله ومن أبي وأخوالي، وأخرج مع أولاد خالتي وإخوتي لنشتري ما نشاء، وجيران جدتي، ونتبادل الكعك وازدحام الشوارع في العيد له طعم ومعنى آخر.
لماذا لم أعد أشعر به الآن؟ هل شاخ القلب إلى هذه الدرجة؟ أم أن غياب الأحباب هو الذي أفقد العيد طعمه وبهجته وأصبح مجرد واجب اجتماعي؟
أرتدي قناعي جيدا كي أؤدي دوري ببراعة المحترفين أذهب مع أولادي إلى مدينة الملاهي أراقبهم وهم يضحكون أسعد لسعادتهم، ولكن أتذكر أيام طفولتي حيث بهجة العيد الحقيقية أفتقد دفء العائلة أتمنى لو أدفع كل ما تبقى من عمري كي تعود هذه الأيام ولو ساعة واحدة كنت وأنا صغيرة أمل من ازدحام بيتنا الكبير دائما وأبدا كنت أتمنى أن أنعم ببعض الهدوء وها قد حصلت عليه الآن فهل استرحت؟؟
أين الأهل والأقارب مات من مات وانشغل الباقي كل بأولاده وحياته ما عدنا نلتقي حتى في الأعياد، لكل برنامجه المختلف، منهم من يسافر ومنهم من هو مسافرا أصلا وهكذا يمر العيد لم يتبقَ لي سوى ذكرياتي ومجموعة صور أعرضها على أولادي وأحكي لهم كيف كنا نمضي العيد.
واقرأ أيضًا:
كان واحد من الناس / على باب الله أصداء وردود الله يا مولانا مشاركة