احترت مع أفكاري أريد أن أصل إلى الاطمئنان النفسي
أكتب لك يا سيدي وأنا دموعي تتساقط على لوحة المفاتيح الأفكار التي في عقلي تكاد تقتلني من شدتها لها عشرة أشهر وكل يوم هي أشد من إمبارح وكل يوم فكرة جديدة سيئة تتعلق بالموت بدأ الموضوع عندما كنت أحلم أحلام يقظة وكان فيها بالطبع الزوج والأطفال وطبعا قعدت أحلم وأحلم لغاية ما تعلقت بالشخصيات الخيالية دي لغاية ما نسيت أنها من من بره الواقع المهم طبعا في الأخير اللي حصل أن أنا قتلت جوزي وجوزي مات واقعيا أنا بعيط عليه كل يوم ولا عارفة أذاكر ولا أي حاجة وأتمنى أن أجد قبره.
المشكلة وأنا قاعدة دلوقتي أقعد أقول هو بيتعذب ولا لأ وحاجات كده كثير وما عدتش بعرف أميز بين الواقع والخيال بخصوص الموضوع دا وخايفة أفضل طول عمري كدا.
نسيت أقول أني حاولت الانتحار مرة واحدة فقط وتبت بعدها الحمد لله وقلت مستحيل أعمل كدا وبقيت أصلي جامد وللعلم إن أنا لا أعاني من شيزوفرينا لأني لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بما هو واقعي وذهبت إلى طبيب نفسي مجاني جاء لفترة في حيينا وقال لي إن أنا خايفة إن دا يحصل في الواقع فقمت خليتو حصل خلاص وأنا فعلا مش عارفة أعيش من غير جوزي وبتخيل لحظات وفاته كم كانت عصيبة وهو بترجاني أرجع له ومع كده سيبتو يموت ومعرفتش أصحح غلطتي إلا في اللحظات الأخيرة لما كان خلاص بيطلع في الروح وأحد أطفالي يبكي بجواره كل ما أتذكر تلك المشاهد أنخرط في نوبة بكاء عصيبة وأخلد إلى النوم بما يزيد عن تسع ساعات يوما ولا أذاكر،
مع العلم كما تعلم أن كلية الطب بحاجة شديدة إلى المذاكرة ولا أستطيع نطق كلمة واحدة دون تذكر ذلك المشهد والبكاء عليه وأتخيل نفسي أنه عندما أكبر سوف أحشد الرجال ومعهم الأموال لأتمكن من معرفة مكان قبره أنا وضعي سيء للغاية وبقول زي ما هو انتحر أنا لازم أنتحر.
07/11/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
شوفي يا ابنتي، أنت كده على عتبة الفصام ويمكن تكوني دخلت كام خطوة كمان، ومفيش داعي أتعلق بالكلام المصري الخايب إن الفصام أبقى شخصيتين ولا أخرف ولا أسمع أصوات وأشوف خيالات.
الفصام موضوع أكبر من كده وممكن يكون أقل من كده بكتير وممكن تكون دي بدايات الفصام، وممكن يكون اللي تاعبك أعراض ذهانية مع الوسواس القهري، على أي حال الأعراض الذهانية علاجها تمامًا مثل علاج الفصام ومفيش داعي نقول عندك فصام ولا معندكيش خصوصًا إن مضادات الذهان سوف تحسن بالتأكيد تعلقك بالشخصيات الخيالية وسوف تعرفين بعد مدة إيه اللي جوه الواقع وإيه اللي برة الواقع، وسوف تقل كثيرًا أحلام اليقظة.
بعد موضوع الخوف من الموت وكل ذلك يمكنك قراءة ما يتعلق بالموت وكيف نواجهه بالتفكير السليم والصبر والمثابرة بدلاً من مواجهته بالبكاء والانتحار، وبخصوص الأفكار التي تسيطر على عقلك لابد أن تعرفي أن أكثر ما يضايقك هو تكرار هذه الأفكار وتواردها على ذهنك ساعة بعد ساعة، يوم بعد يوم، لابد أن تعرفي أن هذه الأفكار أعراض لحالة مرضية تسمى الوسواس القهري وتستجيب للعلاج، فلو تأكدت من ذلك فسوف تكونين قادرة إن شاء الله على التغلب على تلك الدوافع الملحة التي تلزمك بالتفكير في الموت والشخصيات الخيالية والذي مات والذي تم قتله وأهمية الانتحار والبحث عن القبر.
اعلمي أنها دوافع قهرية تسيطر على أفكارك، اكتبي دائمًا هذه الأفكار ما هي إلا وساوس وهذه الدوافع ما هي إلا دوافع قهرية، لابد أن يكون لديك القدرة على أدارك ما هو حقيقي وما هو عبارة عن أعراض وسواس قهري. "الحقيقة أنني لدى أفكار وسواسية لا تعنيني ومن الأحسن أن أنشغل بالمذاكرة والنجاح وقبل ذلك الاهتمام بحقوق الله على العبيد"، هل هناك زوج فعلاً؟ هل هناك قتل؟ هل هناك موت؟ هل هناك قبر لنبحث عنه؟ ثم عليك مقاومة هذه الدوافع المرضية حتى تبدأ في التراجع والاختفاء من خلال تجاهلها وعدم السؤال والبحث عنها، مرني نفسك يوميًا أن تقولي "أنا متأكدة أني لم أتزوج وبالتالي ليس هناك زوج لكي أقتله أو أبحث عن قبره، أنا لست بحاجة للانتحار والبكاء على القتيل الذي لم يمت، أنا لا أعتقد أن هناك من انتحر لكي أبكي عليه وأظن أنني قصرت في حقه، أنا لا أعتقد.... أنا لا أعتقد...."
"الحقيقة أنني لدي أفكار وسواسية لا تعنيني ومن الأحسن أن أنشغل بالمذاكرة والنجاح وقبل ذلك الاهتمام بحقوق الله على العبيد"، اكتبي هذا الكلام 20 مرة يوميًا أو سجليه واسمعيه دائمًا، واعلمي أن الفكرة الأساسية هنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، وندرك ونفهم أن مشاعر اليأس والحزن ما هي إلا إنذارات كاذبة لا علاقة لها بالواقع.
سيطرتك، فقط الذي نستطيع أن نسيطر عليه هو عدم التفكير فيها وتجاهلها وعدم البكاء وعدم، وبالبحث ثبت أن هذه الدوافع نتجت عن عدم اتزان كيميائي بالمخ وهذا ما يجعلها خارج البحث عن قبور وإلقاء الإحساس بالذنب جانبًا.
إن الهدف هو السيطرة على ردود أفعالك من بكاء وحزن وشعور بالذنب وهذا قد يستغرق أسابيع، اعلمي أن الهدف الأساسي هو السيطرة على ردود أفعالك وليس السيطرة على الأفكار والاندفاعات القهرية، إذن عندما تأتي هذه الأفكار سميها أفكار وسواسية ولا تصدقي أن المشكلة في الموت أو القتل أو الانتحار، المشكلة في مخك الذي يخترع جرائم ثم يبكي ويشعر بالذنب تجاهها. تأكدي أن هذه الأفكار أفكار مرضية، ارفضي أن كل الأفكار السابقة حقيقية بل هي أفكار وسواسيه، وضعي في اعتبارك تناول دواء لعلاج الوسواس القهري لأنه بالدواء سوف يكون تغيير الأفكار ووقف الاندفاعات أسهل إن شاء الله مع العلم أن أدوية الوسواس ليست مخدرات ولا تؤدي للإدمان أو التعود.
ويتبع >>>>>: وساوس + أحلام يقظة أم وسواس ذهاني؟ م