السلام عليكم،
في الحقيقة هذه المشكلة النفسية لا تخصني بالذات، لكنها حدثت معي. تعرّفت على شاب، كنا معجبين ببعضنا لكن لم يتجرأ أي منا على إخبار الآخر.
مرت سنة على هذا الحال حتى جاء وصارحني بحبه وأنه يريدني معه فوافقت، كان دائماً يخبرني بحبه الشديد لي وأنه لا يستطيع الاستغناء عني، كان على العموم جيداً في معاملته لي ويحترمني جيداً، وأرى ذلك بوضوح لأن طريقته معي كانت على عكس ما كان في الماضي أو مع أي فتاة التقى بها من قبل كالتقبيل والممارسة الجنسية، وأنا أيضاً كنت دائماً أشجعه وأحترمه...
يعني كانت علاقتنا مبنية على الاحترام والحب ولم يجرح أحدنا الآخر، لكنها لا تخلو أحياناً من طريقته الغريبة في المعاملة والإبهامات حتى انقطعت علاقتنا فجأة دون سبب، أي أنه لم يكلمني ولم يرد الإجابة على اتصالاتي.
مرّ شهران على انقطاعنا ثم جاءني وأخبرني عن مشكلته التي منعته من التكلم معي، فصارحته أني أشك من صدقه معي وأنه يريد التسلية بي كالأخريات، واستمرعتابنا الخفيف دون حلّ وقال أنه بانتظاري إن احتجت إليه أو الرجوع، لم أقل شيئاً، وأنا بدوري لم أكلمه منذ تلك اللحظة لأني أحسست أنه غير مهتم كثيراً بي، لكنه دائماً يتصل بي بالخفاء لأنه لا يريدني أن أعلم أنه هو، وحاول مرة الاتصال بصديق لي وقام بمعاتبته لأنه ظن بأنه ليس صديقي بل حبيبي.
المهم، عندما قرأت مقالة تتحدث عن الشخصيات وجدت أن لديه ما يسمى بـــ: اضطراب الشخصية الحدية لأنه يملك بعضاً من أعراض ومميزات هذه الشخصية، من بينها تذبذب العلاقات الشخصية والتذمر من الفراغ، والوحدة والإحساس بالملل والعلاقات الجنسية العديدة... وغيرها، وهذا سبب علاقتنا- التي قلت أنها لا تخلو أحياناً من طريقته الغريبة في المعاملة والإبهامات-لاحظت أيضاً انه لا يحب أو لا يستطيع التعبير أو مواجهة بعض المسائل بالكلام، أي أنه يحاول دائماً مواجهتي بها عن طريق الرسائل فقط. في الحقيقة عندي عدة أسئلة:
أولاً: هل هذا النوع من الشخصيات يستطيع أن يحب بصدق؟.
ثانياً: هل ممكن أن ترجع علاقتنا- أي بعد أن يراجع نفسه ويكتشف غلطته-؟ أي أنه ممكن أن يعود؟.
ثالثاً: في هذه الحالة، كيف أستطيع التعامل معه؟ أي مع هذا النوع من الشخصيات لكي تنجح علاقتي به؟ وكيف أستطيع التخفيف عنه؟.
ملاحظة:
في الحقيقة أنا لا أشك في صدقه معي لأني متأكدة أنه لا ينوي التسلية معي وذلك نظراً لعلاقتنا أو لمعرفتنا الوطيدة التي لها جانب مع الأسرة.
21/12/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة "ساندرا"،
أود أن أبيّن لك في البداية أنّنا لا نستطيع في الحقيقة أن نحدّد وجود اضطراب في الشخصية لدى هذا الشاب من عدمه اعتماداً على ما كتبته لنا فقط، حيث أن ذلك يتطلب في الواقع تقييماً واختبارات نفسية متخصصة.
ويبدو لنا أنك لم تكتشفي سوى بعض الجوانب السلبية في هذا الشخص، باعتبار أنك لم تذكري في رسالتك ما قد يكون لديه من صفات وسلوكيات إيجابية. ومن الواضح أنك على استعداد للعب دور المعالج معه (كيف أستطيع التخفيف عنه؟) هذا إن رجعت العلاقة بينكما (انقطعت علاقتنا.... مرّ شهران على انقطاعنا... غير مهتم كثيراً بي...)، وهذا يعني استعدادك للتواصل معه حتىّ وإن كان يشكو من اضطرابات في الشخصية مثلما تتوقعين أنت بنفسك. ومن الصعب أن تنجح العلاقة إذا كان أحد الشركاء يلعب دور المعالج وبالتالي يترك للشريك الثاني دور المريض...
بصراحة، أيتها الأخت الفاضلة نحن نلاحظ بعض التضارب بين ما ذكرته في البداية (إنني أشك في في صدقه معي...) وبين ما ورد في آخر الرسالة (في الحقيقة أنا لا أشك في صدقه...)، لذلك ندعوك إلى مزيد التعمق في دراسة الموضوع من كل زواياه وبكامل التجرد والمصداقية مع نفسك واستشارة من تثقين فيهم من المقربين لك لأخذ القرار الصحيح بخصوص هذا الشاب، ولا تنسي أن الزواج هو مشروع لا بد وأن تتوفر فيه جميع أسباب النجاح حتى يكتب له هذا النجاح.