اضطراب تفضيل جنسي... مشاركة مستشار
السلام عليكم؛
أقسم لك بالله يا أخ أنني لا أستهبل عليك أو أختبر مستشاري الموقع، ومشكلتي ليست متعلقة بأفلام الكرتون. لاحظ أني وضعت قصة جوليفر، وأنا عندما أشاهد فيلم The Indian in the Cupboard
والمشكلة اسمها macrophilia وهي نوع من أنواع الفيتشية مثل فيتيشية القدم، عندما ينشرون معظم المشتكون عن فيتيشية القدم لا تقولون أنكم تشكّون في مصداقيته أو أنّه يستهبل! لن ألومكم لأنكم أول مرة تسمعون عن هذه الحالة.
ودع مشكلة العادة السرية على جنب لأنها تعتمد على قوة عزم الإنسان، إنّما المشكلة هي قلة الانتصاب عند رؤية المرأة وكثرته عند رؤية العمالقة أو الأقزام!!!
أرجو منكم الحل السريع والمفيد، أرجوا ألا تهملوا مشكلتي.
وشكراً.
16/11/2007
ثم أرسل مرة أخرى يقول:
السلام عليكم،
مرّ على إرسال مشكلتي لكم سنة تقريباً ولم تعطوني الحل الشافي. أنا أعاني من مشكلة فيتيشية وتدعى الماكروفيليا.
لقد عانيت من هذه المشكلة مذ كان عمري 12 سنة ولا زلت، والماكروفيليا هي أنك عندما تشاهد صور لعملاق أو قزم تثار جنسياً، وأنا عندما أشاهد أي من هذه الصور يبدأ قضيبي بالانتصاب، والمشكلة أنه لا ينتصب على الإناث بل على هذه الصور. أقسم بالله بأني لا أستهزئ بموقعكم الرائع، ولا أحاول أن أنكّت أو أستخف بعقولكم، فأنا أقول الحقيقة. تصفحوا رابط wikipedia الذي وضعته وستجدون بأنني صادق،
وهذا مقطع من الكرتون الشهير باتمان ماكروفيلي (.....) وقصتها أن فضائي اخترع جهاز يصغر الأجسام وقرر أن يصغر باتمان فصغره مع روبين وحملهم على يديه وأصبحوا أقزاماً فلا يقدرون على مجابهة حتى أصابعه التي بطولهم، وكان بإمكانه أن يسحقهم بيده كالحشرات لكنه قرر أن يستفيد منهم وأعطاهم كاميرا قزمه وطلب منهم أن يصوروا ملفات سرية، وعندما انتهى منهم وضعهم في علبة مربى وبدأ بالاستهزاء بهم.
أرجو أن تعطوني الحل الشافي لمشكلتي، وطريقة العلاج منها.
وشكراً.
24/08/2008
رد المستشار
المعذرة على التأخر في الإجابة على مشكلتك (...مر على إرسال مشكلتي لكم سنة تقريباً..) وحقيقة أتحمل وحدي مسؤولية التأخر هذه المدة الطويلة، من جهة لضيق وقتي بسبب ظروف عملي، ومن جهة أخرى حتى يكتمل نشر مراحل التطور النفسي الجنسي الطبيعي عند الطفل في شبكة مجانين دوت كوم، وكذلك مراحل التطور الاستعرافي، وأيضا التحليل النفسي للشذوذات الجنسية بما فيها الفيتيشية كي تساعدك على فهم جوانب عدة من حالتك.
فحقيقة فهم الشذوذات الجنسية بما فيها الفيتيشية يتطلب أن نعرف أموراً كثيرة حول طفولة الشخص وحول المواضيع المرافقة لهذه الفترة وحول سلوك أهله، والمواضيع Objects هي الأهم فيما يخص الفيشية.
اذ يُستبدل الإنسان في حالة الفيتيشية Fetishism بموضوع جامد هو جزء من ثياب المرأة عادة. وهذا خلل في تطور التوجه الجنسي واختيار الموضوع... وتُعتبر مرحلة الانفصال – التفرد Separation – individuation التي يمر بها الطفل هي مرحلة حاسمة من الحياة، إذ أن اضطراب العلاقة بين الأهل والطفل في هذه المرحلة قد يؤدي فيما بعد إلى متاعب في تأسيس النضوج، وفي علاقات الراشد مع الموضوع وفي التوجه الجنسي.
إن العلاقة بين الراشدين لا تتم إلا بعد مراحل تطورية طويلة تبدأ بالمرحلة الذاتية هذه، ومن هذه المرحلة الباكرة تنتقل تدريجيا إلى المرحلة التالية أو التعايشية Symbiotic، والتي يحيا فيها الثنائي المؤلف من الأم والطفل كوحدة ملتصقة. وفي هذه المرحلة يصبح الطفل قادرا على تمييز الفروق بين نفسه وبين أمه لكن بشكل متقطع وغير كامل. ولا تلبث هذه المرحلة أن تختفي تدريجيا ليحل مكانها مرحلة الانفصال – التفرد Separation – individuation، حيث يخرج الطفل تدريجيا من هذا التعايش مع أمه ويبدأ بتكوين تصوراته الأولى عن ذاته.
فالطفل عند الولادة يكون الوليد غير قادر على التمييز بين نفسه وبين محيطه الخارجي، وهذا ما يدعى بالمرحلة (غير المتمايزة Undifferentiated) أو المرحلة الذاتوية Autistic، أي لا توجد علاقة بين الوليد وبين أي شخص آخر على غرار العلاقات في مراحل الحياة اللاحقة.
العديد من الأطفال سرعان ما يعرفون أن مص اليد أو الإبهام هو عملية ممتعة، وأحياناً يدخل فم الطفل أو يقع في يده جزء من الغطاء أو الثياب، وهذه المواضيع لطيفة وناعمة بالنسبة للطفل وبالتالي يمكن أن تكتسب أهمية خاصة كوسيلة دفاع ضد القلق لا سيما عند النوم خاصة عندما يُترك الطفل وحيداً في غرفة مظلمة. وفيما بعد يمكن للموضوع أن يمتلك أهمية تعادل تقريباً أهمية الأم وعندها ندعوه الموضوع الانتقالي Transituonal Object.
إن المواضيع الانتقالية شائعة تماماً ويمتلكها العديد من الأطفال، إنها تساعد على التعامل مع خوفه من الانفصال عن الأهل، وتشكل جسراً للعالم الخارجي. وسرعان ما يعرف الأهل أن هذا الموضوع العزيز يعطي الطفل راحة وأنه يمكن أن يستخدم لتهدئة الطفل. إن هذا يزود الأهل بوسائل تجنبهم الصراع المباشر مع متطلبات الطفل. ويمكن للأهل أن يلاحظوا زيادة قلق الطفل حول انفصاله عنهم متجلياً بزيادة بكاء الطفل في المدة والشدة. وعندما لا يعود الأهل قادرين على حمل توترهم المتزايد فإنهم يعطون الطفل موضوعه الخاص وذلك لتهدئته وجنب المواجهة. إن هذا يزيد من أهمية الموضوع بالنسبة للطفل.
إن مثل هؤلاء الأهل، خاصة الذين يواجهون بعض المتاعب، قد يستمرون في تشجيع الطفل على استعمال مواضيع جامدة وذلك للتخفيف المتطلبات المفروضة عليهم. إنهم يدربون الطفل على الالتفات إلى هذه المواضيع لتحقيق الإشباع والدعم وذلك بدلاً من الالتفات إليهم، وهي طريقة مخربة ومؤذية إلى حد ما. وفيما بعد، يمكن للطفل أن ينقل اهتمامه من المواضيع الأصلية إلى مواضيع جديدة مثل الألعاب والدمى. وتعزز أهمية المواضيع الجديدة عندما تصبح عاملاً مساعداً في إنقاص التوتر وإزالة القلق الناجم عن الحرمان والانفصال. وهذا الأمر ضار أيضاً، لأن الطفل يجب أن يتعلم تحمل هذه الإحباطات الطبيعية دون وجود حاجة إجبارية للمواضيع الجامدة.
لقد ذكرت استعمال المواضيع الانتقالية كوسيلة لإنقاص القلق المشاهد عند النوم. إن المرحلة التالية التي تؤدي للقلق هي مرحلة الفطام. فالطفل هنا ينفصل مرة أخرى عن موضوع يحبه، وهو الثدي أو الزجاجة، ويلاحظ التوتر مرة أخرى باستعمال الطفل لموضوع جامد يستطيع مصه ومداعبته. إن استعمال مثل هذا الموضوع يطيل من مص الإبهام أو الغطاء عند النوم، وبالتالي يطيل من الدور الذي يلعبه الفم في وقت يجب فيه أن تنقص أهميته.
ومن الفترات الأخرى المؤدية للوتر تلك الفترة التي يجب فيها على الطفل الاستسلام لطلبات الأهل لضبط مصراته، إن الصراع بين الأهل والطفل الفيتيشي حول ضبط المصرات يمكن أن يحتدم إلى درجة شديدة أبعد من الطبيعي.
وهكذا، وبمرور الوقت، يصبح الموضوع الانتقالي المهدئ للطفل شيئاً يمثل أموراً عديدة أولاً الأهل الذين فقدوا عند النوم، ثم الثدي أو الزجاجة المفقودة، ثم البراز المفقود. وعندما يبدأ الطفل بالتطور تضاف معانٍ جديدة للمعاني القديمة، وتصبح اللعبة المحبوبة محور مشاعر الطفل الخاصة، ويصبح لها استعمال جديد يزيد من ضرر الطفل وأذيته، ويزيد من ابتعاده عن السواء أو الطبيعية، خاصة وأن الطفل قد نقل مشاعره للعبة فإنه قد يقول "لعبتي الصغيرة غاضبة"، وهذا يسمح للطفل أن ينكر غضبه عندما يُحبط. وبذلك يسمر الطفل في إنكار حقيقة مشاعره. ويزداد تعقيد المشكلة عندما يكون الموضوع رمزاً للأهل، ففي هذه الحالة يغضب الطفل من اللعبة بدلاً من أهله، وهذا يمنعه من التفاعل السليم مع الناس ويعيقه عن تطوير علاقات مع أنداده، بما فيهم الجنس الأخر. كما أن هذا أيضاً يؤهب لاضطرابات جنسية مستقبلية.
وبشكل عام عندما يكبر الطفل الطبيعي فإن اهتماماته تزداد وتمتد ولا يعود بحاجة لموضوعه الخاص كي يتجاوز القلق أو الصعوبات الأخرى، وبذلك يفقد الموضوع قيمته الخاصة ويهمل. وأما النسبة القليلة من الأطفال ـ هؤلاء الذين كانت تربيتهم غير جيدة، والذين شُجعوا على تعزيز أهمية المواضيع الجامدة ـ فإنهم يعطون اللعبة قيمة أكثر من الأم، وبالتالي فهم غير قادرين على إهمال مواضيعهم الانتقالية.
وحالما يكشف الطفل الاختلافات الجنسية فإن اهتمامه الجنسي يتركز على الأعضاء التناسلية. وقد لوحظ أن الذكور خاصة يداعبون أعضاءهم التناسلية مما قد يسبب انزعاج الأهل. إن تحريم مثل هذا الفعل الناتج عن ارتفاع غير مفسر حتى الآن لهرمون الذكورة بين (3-6) سنوات ثم خفوته حتى سن البلوغ (والذي اعتبره بعض الباحثين سابقا نوعاً من أنواع الاستمناء) يترافق غالباً مع تهديدات حول إمكانية فقد القضيب أو أذيته، وبذلك يتكون لدى الطفل اعتقاداً بإمكانية حدوث الخصاء Castration. ويعزز هذا الاعتقاد ملاحظة الطفل للأعضاء التناسلية للفتيات، فهو يعتقد أنهن لابد قد عانين من هذه العاقبة. يترافق ذلك في زمن فقد الطفل لأسنانه اللبنية وهذا عامل آخر يساهم في تقبله لفكرة إمكانية فقد القضيب. فها هي أسنانه القوية القاسية المتصلة بقوة مع جسمه تنفصل عنه وتفقد.
إن الطفل الطبيعي التربية يحمل كل هذه التقلبات في مراحل النمو المختلفة: الرضاعة والفطام مع فقدان الحلمة، ضبط المصرات مع فقدان الغائط، والآن اهتمامه الجنسي بالقضيب والمخاوف المرافقة حول الخصاء.
وفي هذه المرحلة من الحياة ينغرس الموضوع الانتقالي ضمن الاهتمام الجنسي التناسلي، إذ لوحظ عند بعض الأطفال انهماك في احتكاك الأعضاء التناسلية مع هذه الدمى (مما حدا بالكثير من العلماء بتفسيرها على أنها نوع من ممارسة الاستمناء مع هذه الدمى)، والتي اعتمدوا عليها بشكل أو آخر كي يطلقون عليها تسمية المواضيع الفيتشية الطفلية Childhood fetishes .
مهما يكن، فهناك نوع من نقل هذا الطفل حبه من أمه إلى الموضوع الذي يريحه. إن هذا الشكل من العلاقة يحدث فقط عندما تحرف الأم اهتمام طفلها بها إلى موضوع جامد. حقيقة إن الأم علمت طفلها أن يحب شيئاً آخر عبر الإنسان الحي.
وفي نفس الوقت الذي تظهر فيه الأحداث السابقة تتعرض علاقات الطفل مع الناس لعملية نضج، ويصل الطفل لسن المدرسة وعليه أن يترك تعلقه بأمه ويتعامل مع فقدانه لمودتها ويبني تعلقات أخرى مع العالم الخارجي بالإضافة للتعامل مع مخاوفه من فقدان أعضائه.
إن الطفل الطبيعي يقوم بالتأقلم بشكل جيد، ويحدث هذا عند الفتاة بشكل أسهل من الصبي. لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة للطفل الفيتيشي. إن هذا الفيتيشي الصغير، هذا الطفل الذي يستخدم الآن موضوعه الانتقالي أو الخاص بطريقة جنسية، كان قد عانى من أذية في أناه his ego وذلك بسبب التفاعلات غير المرغوبة والحاصلة في مراحل التطور الباكرة والتي ساهمت في تركيز اهتمامه واعتماده على المواضيع الانتقالية. إنه في الحقيقة معتمد على موضوع جامد لتحقيق إشباعه الجنسي. إن مثل هذا الطفل غير قادر على تحقيق انتقال مقبول نحو أساتذته أو الأطفال الآخرين، إنه غير قادر على تحقيق انتقال مقبول من البيت نحو العالم الخارجي بشكله العام.
ويستمر التطور خلال سنوات المدرسة، وتزداد الأنا قوة، ويزداد تماسك الشعور، وتتناقص قوة الحافز الجنسي خلال مرحلة ما قبل البلوغ، ونتيجة لذلك تتناقص الرغبة في استعمال الموضوع الفيتشي الطفلي لأهداف جنسية، لكن يستمر بعض فيتيشيي المستقبل في استعمال هذه المواضيع للتسلية والدعم أثناء مرحلة الكمون latency إنهم يحملون ألعابهم معهم حيثما يذهبون، ويعتمدون عليها ليدعموا جهودهم في التأقلم مع العامل. ويبدو بعض الفيتيشيين ـ لا سيما الأقل تأذياً طبيعيين تماماً خلال هذه الفترة الهادئة. فإذا تحسنت التربية وملك الطفل أنا قوية لدرجة كافية فإنه يستطيع تجاوز الصعوبات بشكل كامل، لكن هذا لا يحدث دوماً.
إن حدوث البلوغ مع ما يرافقه من تغيرا جنسية سريعة يغير الصورة كلها: ففي هذا الوقت تعود المشاكل القديمة للظهور ولكن بشكل آخر. إن حاجة المراهق للفاعل مع أنداده ولا سيما هؤلاء من الجنس الآخر هو أمر صعب حتى على الشخص الطبيعي تماماً، وهو أمر لا يمكن احتماله بالنسبة لشخص علمته طفولته أن يبدل أمه بموضوع جامد. لقد فشل الفيتيشي أكثر من مرة في تحقيق المهام الكبرى للتطور، وها هو الآن في المراهقة غير قادر على مرة أخرى أن يسيطر على قلقه وينجح في مهمته الجديدة، لذلك فهو ينسحب إلى طرقه القديمة ويبحث عن بعض المواضيع الجامدة التي تمثل له كنز الطفولة الأصلي والمنسي منذ فترة طويلة.
إن الطريق الذي يختاره هو ذلك الذي أهبت له تفاعلات الطفولة، وهو الآن يتعامل مع قلقه باستخدام موضوعه الفتييشي الذي أصبح الآن أكثر تعقيداً في معناه من الموضوع الفيتشي الطفلي القديم. إن هذا التعقيد يأتي من وجود إضافات جديدة للمعاني القديمة. ومرة أخرى يستعمل الموضوع لأهداف جنسية بشكل مطلق، لكن الاستجابة الجسمية هنا هي استجابة الراشد حيث يم الوصول للإيغاف (النشوة) والقذف. ولسوء الحظ، لقد تجاوز الفيتيشي الآن نقطة اللا عودة. يختار كل فيتشي موضوعاً خاصاً متميزاً. وهذه المواضيع مختلفة باختلاف هؤلاء الفيتيشيين، وتعلق بالتجارب الفريدة والمميزة التي مر بها كل منهم في طفولته.
على أية حال، فإن المبادئ الأساسية التي أدت لظهور الفيتيشية تبقى نفسها بالنسبة للجميع. إن الموضوع الفيتيشي يمثل وسيلة للتغلب على القلق المرافق لفقدان موضوع قيم يمثل جزءاً من الجسم بشكل أساس.
إن أهم اهتمامات الفيتيشي هو خوفه من فقدان أغلى ما يعتقد أنه يملك، أي قضيبه. إنه يحتاج لإنكار إمكانية هذا الفقد، تلك الإمكانية التي عززها فقدان الحلمة والغائط والأسنان والأم نفسها. ولا يقل أهمية عن هذه الأمور اكتشاف الطفل أن أمه لا تملك قضيباً، بعد أن أعتقد لفترة اعتقاداً راسخاً أنها تملك قضيباً. إن اكتشافه للفروق التشريحية بين الجنسين لـه أثير عميق ومديد عليه. إنه الآن يعتبر النساء ناقصات، ويحاول أن يطمئن نفسه ضد خوفه من فقدان جزء من جسمه وذلك من خلال استعمال الموضوع الفيتيشي.
إن مفهوم الفيتشي حول الجماع يتضمن خوفاً من إمكانية فقد القضيب أثناء الجماع، وبالتالي من إمكانية أن يحدث له ما حدث للمرأة. وهكذا يصبح الجماع الجنسي محاطاً بالرعب الشديد بالنسبة له، وهذا ما يجعله يلتفت إلى موضوعه الفيتيشي لتحقيق إشباع جنسي محض، أو أنه لا يمارس الجماع إلا بوجود موضوعه الفيتيشي كشرط أساس.
إننا ندرك تماماً غرابة كل هذه الأمور. لكن لنتذكر أيضاً كم أن الفيتيشية نفسها أكثر غرابة. لنفكر للحظة! رجل يمارس مع معطف مطاطي أو حذاء أو زجاجة أو موضوع قذر "مثير للاشمئزاز" أو... أو.... إلخ.
وفي حالتك... هناك أمر آخر أيضا:
أن الطفل في سن (7-12) سنة أي المرحلة قبل الإجرائية من التطور الاستعرافي تسيطر عليه فكرة أن الشيء الأكبر هو الشيء الأفضل والأصغر هو الأسوأ، وهي سبب هام وأساسي في حالتك.... فالفكرة المسيطرة هنا هي الاكبر، الأقوى، الأضخم...... وهي من بقايا نظم التفكير عند الطفل في هذه المرحلة...
بعد هذا الشرح المطول... أرجو أن أكون وفقت في إيصال الكثير من المعلومات التي تساعدك في فهم حالتك.... وسأعرض قصة مريضة للعالم سفيادوش: (عانت فتاة من خوف شديد لا يقاوم بسبب احمرار شديد في وجهها.... في عامها الثالث عشر أحست بمشاعر ممتعة من خلال توتير عضلات الفخذين وارخائهما بالتناوب، وكانت تكرر ذلك من وقت لآخر. في الخامسة عشر من عمرها أحبت شاباً، وذهبت معه مرة إلى متحف "الأرميتاج" (وهو متحف كبير للفن في مدينة سانت بيترسبورغ "لينين غراد")، وقفا أمام منحوتة "أنتوينو كانوفي" المسماة "قبلة آمورا"، والتقطت لهذه المنحوتة صورة بهاتفها المحمول. في هذه الأثناء قام الشاب بالضغط على يدها وضمها إليه وبقيا واقفين بصمت. عندها بدأت الفتاة تضم وترخي فخذيها وهنا شعرت بالإيغاف لأول مرة، أحست بالحرارة في وجهها وارتبكت كثيراً وفكرت بأن الآخرين لاحظوا كيف احمر وجهها... وهنا اضطرت لفراق الشاب.
في نفس اليوم وقبيل نومها أخذت تتأمل في صورة المنحوتة على هاتفها فتهيجت جنسياً وقلصت عضلات فخذيها وأرختهما بالتناوب حتى وصلت إلى الإيغاف، وبدأت تكرر ذلك حتى غدت خلال بضع مرات من تقليص واسترخاء عضلات فخذيها وهي تتأمل الصورة تصل إلى الإيغاف، ولم تعد تستطيع التخلص من هذا الاستمناء بعد مشاهدة هذه الصورة.... ونشأ عندها تدريجياً الخوف من الاحمرار في وجهها...).
لسنا هنا بصدد دراسة لمختلف جوانب الحالة.. لكن ما يهمنا منها هو الحالة الفيتيشية؛ نلاحظ هنا أن سبب الفيتيشية في هذه الحالة هو نشوء علاقة انعكاسية شرطية بين التهيج الجنسي والنظر إلى منحوتة "قبلة آمورا"، أما الخوف من احمرار وجهها فيرمز إلى خوفها من الآخرين أن يعرفوا أمرها ورغبتها الجنسية عند النظر إلى وجهها، ويفهمون الطريقة التي تمارسها بها....
يعتبر سفيادوش أن الفيتيشية هي عبارة عن علاقة مرضية شرطية ترسخت في زمن حدوث الأحاسيس الجنسية في سن الطفولة واليفع... ويبقى من غير الواضح إلى الآن لماذا تصادف الفيتيشية أكثر عند الرجال، ونادرة عند النساء، ويعتقد الروس أن السبب في ذلك يعود إلى أن المرأة أقل استجابة على المنبهات البصرية بعكس الرجل...
يرى الخبراء الروس أن العلاج في مثل حالتك له برامج أساسية تتألف من:
1. تقييم الحالة من جميع جوانبها، ودراسة ملابساتها ومن ثم فهم الجانب التحليلي لها.
2. الكشف عن إمكانية العلاقة الانعكاسية الشرطية المرضية الكائنة في أساس هذا الشذوذ.
3. يتم ذلك بترافق مع التنويم الإيحائي أو التخدير الخفيف مع إجراء التمارين الذاتية بالتدريب على اللامبالاة نحو موضوع الشذوذ، وبطرق المعالجة السلوكية.
4. يترافق ذلك مع أدوية خاصة (المعذرة لا يمكن ذكرها فهي خاصة بالأطباء فقط) للإضعاف المؤقت للرغبة الجنسية (سيفيادوش 1981)، وتجري المعالجة النفسية بنفس الوقت وفق برنامج دقيق لأنماط العلاج النفسي يحدد لكل حالة بشكل مستقل..
5. كانت النتائج لفريق (سيفيادوش 2000) وكذلك (لجدانوف وماركوفيتش وواينسيموفا 1997) وقبلهم فريق سنايث وفريق كولينز مقبولة نسبياً. ويشير هؤلاء العلماء إلى أن المرضى تحملوا بسهولة هذه المعالجة واستطاعوا العمل بحرية، وتابعوا حياتهم بشكل جيد، وكان النكس ضمن الحدود المقبولة نسبياً، كما أن الآثار الجانبية للأدوية كانت طفيفة أحياناً، وأحياناً لم تظهر أية آثار جانبية.
6. أدخلت منذ سنوات قليلة أنماط جديدة من طرق العلاج النفسي مما أدى إلى نتائج مقبولة أكثر.
أما الطريقة المناسبة للتعامل مع حالتك فحكماً من خلال مراجعة الاختصاصي في مدينتك أو في أقرب مدينة إليك.
ويتبع>>>>>: اضطراب تفضيل جنسي...أم عبث؟؟ م1
التعليق: أخي فيصل .. أنا عندي نفس مشكلتك بالضبط بالضبط...
ممكن تتواصل معي على هذا الإيميل:abua..........@gmail.com