باحث عن الاتزان النفسي..؟
السلام عليكم يا عقلاء المجانين أولا أريد أن أستفسر كيف أصل إلى الاستقرار النفسي في حياتي والهدوء والاتزان النفسي من ناحية إزالة كل الهواجس لنفسيتي التي تأتي للإنسان أود أن أكون إنسان سوي نفسيا ً هل من دليل أو برنامج لذلك ثانياً النظرة للمرأة فأنا أسفاً قبل الالتزام كنت منحرف سلوكياً وكنت أنظر للمرأة نظرة الشهوانية فقط، وأنا بفضل الله الآن من الله علي بالتدين والالتزام والعمل لدينه بالدعوة والأنشطة الخيرية التي يجمعني فيها بعض الأخوات.......
ولكني حتى الآن توجد تلك النظرة عندي في هواجسي ومخيلتي ولكن لا ينبني عنها أي فعل فهي مجرد هواجس ووساوس ولكني أريد أن أتخلص منها لأن تلك النظرة تتعبني لأني أريد أن أعامل تلك الأخوات بكل أخوة وتقدير وأنا أيضاً الحمد لله ألتزم بالضوابط الشرعية للاختلاط..
ولكني عندما أجد أي بنت أحياناً أنظر إليها نظرة إعجاب بجمالها وهذا يحدث مع كذا فتاة ولكني أرى أن هذا خطأ فماذا أفعل من وجهة نظركم.. كما أني أحاول في تك الفترة أن أكون نفسي للزواج....
06/07/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك يا "محمد" على موقعنا, وأهلا بأسئلتك التي تجعلك تنضم إلى عقلاء المجانين.. إن كان هذا يسرّك.
أريد أن أسألك: ما هي نوعية هذه الهواجس؟؟
فحسب نوعيتها تتحدد طريقة التعامل معها, فمثلا, الهواجس والتساؤلات المنطقية, حلّها البحث عن المعرفة والإجابة عليها كبعض الهواجس الدينية التي تنتاب المسلم, من قبيل من أنا ومن أكون ولماذا خلقني الله.. الخ
وبعض الهواجس يكون لمجرد الوسوسة, وهذه لها طرق في التعامل معها أهمها أن لا نستسلم للعوامل التي تؤججها كالفراغ، ثم هناك أشياء لا بد من فعلها ليصل الإنسان إلى حياة متوازنة, أولا لا بد أن ندرك أننا كبشر خلقنا الله عز وجل, لدينا في ذواتنا جوانب كثيرة تحتاج العناية كالجانب الروحاني والنفسي والجسدي والاجتماعي والعقلي والمالي و... الخ
فإذا ما تنبهنا لها وأعطينا كل جانب حقه وصلنا إلى الاستقرار والتوازن في ذلك الجانب, وبالتالي عشنا سعداء مستقرين أقوياء قادرين على مواجهة تقلبات الحياة وصعابها ..
السير في تحقيق الزواج خطوة جيدة جدا, وهي الخطوة العملية التي ستجعلك تدرك فعلا أن المرأة ليست موضوعا للشهوة فقط, بل هي كائن أوسع وأرحب من ذلك بكثير, لأنها ببساطة: إنسان, بكل ما لكلمة إنسان من أبعاد وعلى كافة الأصعدة: العقلية والنفسية والحسية والاجتماعية والعاطفية..... الخ
وحتى يتحقق ذلك –وبطريقة صحيحة- يجب أن تدرّب نفسك على التعامل مع المرأة كانسان وليست كجسد جميل, حاول مثلا أن لا تنظر إلى الفتيات الأخوات حين تتحدث معهن, حتى ولو كان الحديث يدور حول أمور العمل المشترك الذي تؤدونه, أي –وبالتعبير الديني– ابدأ الالتزام بغض البصر, فهذا يعينك على تركيز التفكير على معاني الكلام الذي تقوله الفتاة لا على شكلها وهي تتحدث.. وبالتدريب شيئا فشيئا على ذلك, بإذن الله ستصل إلى مرحلة مقبولة من عدم التفكير بالفتيات من دافع الشهوة, وستتمكن من الانضباط بمقدار كبير جدا, إن شاء الله.
والزواج سيسهل عليك هذا الأمر وسيعينك عليه كثيرا, بل إن النبي أوصى الرجل الذي يرى من امرأة أخرى غير امرأته ما يعجبه فيثير شهوته –وهذه الإثارة طبعا ليست مفتعلة بل عرَضية-, أوصاه بأن يذهب إلى زوجته فيعاشرها, فسيجد عندها ما أثاره في الأخرى... وهكذا.
وهناك أمر مهم أريدك أن تعرفه وهو: أن تفكير الإنسان ينصب –أحيانا– على غير المقدور عليه على أنه هو الشيء الناقص والذي يحول بين الإنسان وبين السعادة والاستقرار اللذين ينشدهما, ناسيا أنه إن فقد جانبا فعنده جوانب, يعني تماما مثل الذي حصّل درجة 90 من 100 ’, لا يرى إلا هذه الدرجات العشرة الناقصة, فتفسد فرحته بالتسعين التي حققها.. وغالبية شبابنا يفكرون في الشهوة والجنس من هذا المنطلق, فيعتقدون بأن السعادة والاستقرار لا يكمنان إلا في ما ينقصهم وهو: الزواج, وهذا الزواج ليس أكثر من العشرة الناقصة في مثال صاحب الدرجات التسعين, متناسين أنهم يملكون التسعين, ويستطيعون أن يفعلوا ما يريدون لو استخدموها.. هل تعرف متى يدركون هذه الحقيقة؟؟
بعد الزواج, والذي يكون مبنيا عندهم على أسس شهوانية مادية بحتة, فتحدث المشاكل وتنتهي الأمور بالانفصال.. وهذا ما أربأ بك أن تقع فيه.
أعتقد أن أهمّ ما يجب أن تبدأ به الآن بعد التزامك المبارك بإذن الله يا محمد, هو توسيع دائرة فهمك لدينك ولروح التشريع, ورويداً رويداً ستسري هذه المبادئ الراقية في روحك وتتشربها نفسك وبالتالي ستنعكس في سلوكك, هذا كله مع ضبط البوصلة الداخلية أي النية بجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس فيها شائبة رياء أو نفاق, فتصل إلى الطمأنينة والسكينة الروحية والنفسية, وهذا سينعكس بكل خير على بقية جوانب شخصيتك وحياتك.
أرجو أن أكون قد أفدتك, وعذراً للتأخير في الإجابة.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز محمد أهلا وسهلا بك على مجانين واعتذاران لك عندنا الأول تقدمت به مجيبتك الأستاذة لمى عبد الله جزاها الله خيرا وأما الثاني فأتقدم به أنا نيابة عن تقصير الشبكة نفسها ذلك أنني صباح اليوم 16 سبتمبر 2007 كتبت لها سائلا عن ردها عليك... فأرسلته قائلة أرسلته من مدة... وللأسف لم يكن وصلنا.... وغدا إن شاء الله ترى ردها عليك في مجانين 17 سبتمبر 2007 وشبكة الإنترنت هي المسئولة عن جزء من التأخير أجهله أنا إلى الآن.
وبينما أجهز سؤالك وردها عليه قرأت ردها فشعرت بوجوب الدعاء لها نظير ما أبدعت في ردها... ووجوب سؤالها أن تعطي أكثر من وقتها لمجانين.... أليس هذا رأيكم؟؟