السلام عليكم
إنني إنسانة قد بدأت الأربعين من عمري وإني أخجل من أطرح مشكلة وأنا في هذ العمر هل تصدق أستاذي الفاضل أنني غير متزوجة وهذه هي مشكلتي.
والله ليس لي يد في عدم زواجي وأنا إنسانة مؤمنة بالله وقضائه، ولكنني في النهاية بشر تؤلمني نظرات الأخرين وأحس أنهم يهمسون عليّ وإن لم يكونوا كذلك. ليس عندي ولله الحمد أي مشكله في ديني وأخلاقي فكل من يعرفني يحبني ويشهد لي بحسن الخلق وأحظى ولله الحمد باحترام الجميع ولست عديمة الجمال لكي يبتعد عني الرجال لهذا الحد.
كما أن علاقاتي الإجتماعية ممتازة أحب مواصلة الآخرين والاهتمام بهم والسؤال عنهم، ولكنني بدأت أشعر بحب العزلة والابتعاد عن مخالطة الأخرين حتى صديقاتي ماعدت أحب اللقاء بهن فهذه تتحدث عن زوجها وماذا أحضر لها وتلك عن أطفالها وكيفية التعامل معهم مما يسبب لي الحرج والشعور بالنقص والألم الدخلي.
والله أصبحت أكره نفسي، بل لم أعد أشعر أصلا أنني أنثى كباقي بنات جنسي حتى في البيت أجلس في غرفتي كثيرا وأحيانا ألجأ إلى البكاء بمرارة دون أن يعرف أحد لأنني أعيش هذا الهم لوحدي. كل أخواتي تزوجن من هن أكبر مني ومن هن أصغر وأتمنى لهن السعادة، ولكن أسأل نفسي ما العيب في مثقفة والحمد لله ومحافظة على ديني ومظهري لم تحدثني نفسي ولو للحظة بالمحرمات وهناك من تلجأ إلى طرق ملتوية ومن تتحدث مع الرجال وتقيم علاقات قبل الزواج والبعض تستمر حتى بعد الزواج والعياذ بالله.
ومع ذلك هن في بيوت مستقرة ويشعرن بمتعة الأمومةالتي أحرم منها ليس اعتراضا والله على قضائه سبحانه، ولكنها حسرة في قلبي وشعور بالأسى على وضعى حتى أصبحت أتمنى الموت الآن.
قبل أن أكبر في العمر وأكون عبئا وهما على غيرى سمعت عن عروض الزواج على النت والجرائد والفضائيات، ولكنني لاأستطيع أن أستخدم أيا منها فعزة نفسي وكرامتي تأبى على أن أتزوج بهذه الطريقة خاصة وأن كل الرجال الذين يطلبون الزواج بهذه الطرق يبحثون إما عن المال أو التسلية بما يسمى عندنا زواج المسيار.
أعرف أنه لا حل لمشكلتي، ولكنني أحببت أن أتحدث مع من يصغي إلي فقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت
ولكم خالص الشكر والتقدير وجزاكم الله عنا كل خير
17/3/2025
رد المستشار
الأخت "ريما"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أنك تفتقدين لشيء مهم وهو الزواج والأسرة والأطفال وأنت كما ذكرت لا ينقصك شيء كامرأة ولكنه قدر الله سبحانه وتعالى وأنت تؤمنين بقدره وحكمته وتعرفين أن هناك أشياء في الدنيا قد يكون ظاهرها مؤلما ولكنها تحمل كل الرحمة،.
وقد يكون هذا ابتلاؤك في الدنيا وقد يصبح صبرك ورضاك على هذا الابتلاء سبب دخولك الجنة، وإذا كان ظاهر الأشياء أن صديقاتك وقريباتك يسعدن بأزواجهن وأطفالهن في حين تحرمين أنت من كل هذا فقد يكون الأمر في جوهره خلاف ذلك فيكون لك عند الله مدخرا عظيما بسبب صبرك ورضاك على هذا الابتلاء الذي ليس لك فيه ذنب.
إذن فالبداية هي أن نصبر ونرضى بقضاء الله وتقديره لنا في هذه الحياة على اعتبار أنها مجرد دار ابتلاء وأن حياتنا فيها قصيرة لا محالة.
وأن المكسب الحقيقي يكمن في مآلنا في الآخرة فقد يكون الحال كما وصفته غير سار ولكن المآل عند الله عظيم فإذا استطعنا رؤية الحال والمآل في نفس الوقت فإن هذا يمنحنا السكينة والرضا بأنه يحدث توازن حقيقي بين حالنا ومآلنا.
ثانيا حين نحرم من شيء في هذه الدنيا فإن عدل الله سبحانه وتعالى يفتح لنا آفاقا ومسارات أخرى نحقق فيها ذاتنا ونفعل من خلالها أشياء ذات معنى ولكن هذه الآفاق والمسارات لا نستطيع أن نراها إذا تركز تفكيرنا في الأزمة التي نواجهها طول الوقت فالتركيز في الأزمة والوقوف أمام الحائط المسدود يجعلنا نصاب بالإحباط واليأس والاكتئاب ويحرمنا من رؤية الفتحات والمسارات والآفاق الأخرى الموجودة فعلا في حياتنا.
فمثلا إذا كنت حرمت الأطفال وحرمت مشاعر الأمومة الشخصية فأمامك أطفال العائلة وأطفال المجتمع خاصة المحرومون منهم من عطف أحد الأبوين أو كليهما تستطيعين أن تمنحيهم حبك وعطفك وحنانك وتحتسبي ثوابه عند الله.
وإذا كنت حرمت عطف الزوج وحنانه فإن استشعارك لرحمة الله سبحانه وتعالى ورعايته لك تفوق كل شيء افتقدتيه في الزوج وفي الأولاد، وربما وضعك هذا ييسر لك مزيدا من الوقت والجهد تبقي لهما في أبواب الخير المفتوحة أمامك في كل لحظة.
باختصار شديد قد تكون المنحة خارجة من جوف المحنة وقد يكون خيرك في ابتلائك فتلمسي الصبر والرضا وافتحي عينيك لطرق الخير المحيطة بك والتي تنتظر عطائك ووقتك وجهدك "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
واقرئي أيضًا:
تأخر الزواج: الكلمة الأخيرة دائما للنصيب!
تأخر الزواج: منطق الطير، وتجربة المواقع
تأخر الزواج... والأخذ بالأسباب!!
تأخر الزواج: صوت عالٍ وصدى أعلى!
سبب الرفض: متدينة وعاقلة زيادة
فضفضة فتاة على أعتاب العنوسة
تأخر الزواج: سحر البوال ووقف الحال!
تأخر الزواج: عزوف الشباب عن الحلال!