السلام عليكم
السيد الدكتور سداد، هل ما زلت تذكرني، أنا صاحبة مشكلة أبي همي الكبير.. لماذا؟! .
سيدي لقد طالعت ردك، والحق أني حين طالعت ردك جاءني إحساس بخيبة أمل لا أستطيع وصفها.
سيدي حين يمرض إنسان بمرض مزمن وتلازمه الآلام مدة طويلة فإنه لا يرغب في الاستماع إلى شرح طبيبه عن هذا المرض لأنه قد يعطي طبيبه دروسا في هذا الشرح فهو أدرى الناس بمشكلته لكنه لا يدرك لها حلا لذا يطلب العون من طبيبه، وقد اخترتك طبيبا لي.
من فضلك طالع الرسالة مرة أخرى وكذلك ردك. لقد جعلت تشرح أسباب الأزمة لكنك لم تقدم لي حلا، وقد أخبرتك أن ما يؤلمني أني لا أساير تعاليم الإسلام تجاه أبي فأنا أرفع صوتي وأقول أف وأفعل ما يغضب الله، أنا أناصر أمي عليه وأحيانا أخرى أعادي الاثنين وأجاهر بأني لا أحترم طريقتهم في النقاش لأنها تعتمد على الصوت العالي والألفاظ النابية من قبل أبي.
إني أسألهم:
ألا تتحدثان يوما بالحسنى كما أمر الله؟ بودي أن تعلم أن الحياة كما هي فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لقد طلبت منك أن ترشدني.
لقد تقدم لي شاب لكنه لم ينل إعجابي فهو أقل مني كثيرا وليس متدينا ولا يصلي ولا يصوم. هل تعلم أن مناقشة الأمر لم تتعدى خمس دقائق أعلمت فيها أبي بقراري بالرفض، ولم يسألني لماذا؟! كنت أحكي له وهو لا ينصت. بعدها بدقائق كان يناقش أمر زواج إحدى الفتيات اللاتي نعرفهن ويناقش كافة التفاصيل حتى إنه سأل: كم قميص نوم لا بد أن تشتري؟
سيدي:
لقد مرض مؤخرا فوجدت قلبي قاسيا عليه، لم يكن انزعاج ككل مرة. أنا أشعر أني غريبة في أسرتي لا أحكي لأحد وإن كنت أسمع للكثيرين، بودي أن ينصت لي البعض يوما. أنا أخشى الزواج أخاف أن أتزوج رجلا مثله لن أحتمل أن تكون حياتي بعد الزواج كسابق عهدها، كذلك أخشى أن يأتي رجل طيب للزواج مني ويرى معاملة أبي الخشنة فينفر مني. أنا أخشى أن أتزوج فيعايرني زوجي بأفعال أبي. لقد آثرت الابتعاد والرفض. أشعر أن كلا منا يحيا في قوقعة خاصة به ولا يشعر بالآخرين.
سيدي ألا ترى كذلك أنك كنت قاسيا جدا مع هذه السيدة التي عقبت على رسالتي؟
إني أرى أن أسلوبك يعتمد على التصريح وبقوة وليس كبعض الأطباء الآخرين الذين يعمدون إلى تضميد الجراح ثم يطلبون من المريض أن يضمد جرحه بنفسه.
من فضلك أجبني أنا أكاد أجن. مع العلم أنني حين قرأت رسالة السيدة تضايقت من نقدها لأبي رغم أنها استخدمت نفس كلماتي! هل تظن أن هذا مؤشر خير؟ هل ما زلت إنسانة خيرة؟ هل سأعود إلى الصراط المستقيم؟
بودي فقط أن يمر يوم لا يتشاجر مع أمي أو معنا ثم يتصل بأحد أصدقائه ويقوم بتدليل أبنائه. مع العلم الجميع يمدحونني أنا وأخواتي وأرى أننا نفعل أقصى ما في جهدنا.
أرجوك أخبرني بما لا بد أن أفعل ولا تحك لي شيئا عن قنبلة الخليج واغتراب رب الأسرة، أنا أستطيع أن أحاضر في هذه المشكلة، دلني على سبيل لتغيير الأمر فقط أن يصل إلى وضع الهدوء.
إني أبكي وأنا أكتب الرسالة أبكي سنوات عمري التي مرت وأنا بعيدة عنه في حين كان يراعي آخرين. أنا أحسد أصدقائي على آبائهم لا أغبطهم وإنما أحسدهم إني أسير في طريق الشيطان، وأريد الرجوع إلى درب ربي، أرشدني أرجوك.
أرجو أن تغفر لي انفعالي فكر فيما أمر به. إني بحاجة إليكم أو دلوني من يستطيع مساعدتي؟
أشكرك على كل ما تقدم، وأتمنى لك دوام الصحة.
12/1/2025
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
راجعت ردي ولم أجد فيه ما يستحق التعديل والمراجعة وأستند على ما تم ورده في الاستشارة الأولى.
الاستشارة هي استشارتك أنت الصراحة لا يوجد حل لتغيير سلوك والديك والعلاقة الديناميكية بينهما لا ترحب بأي تدخل خارجي، ولكن مع الأيام يتغير البشر وما عليك إلا الانتظار.
لا يصعب القول بأنك تعانين من قدر كبير من الاضطراب العاطفي بسبب الشجارات المستمرة بين الولدين وتفاعلك معهما. مشاعر الغضب والتردد في الدخول في ارتباط طويل الأمد مثل الزواج يمكن أن تنبع من خوف تكرار الأنماط السلبية التي شهدتها في طفولتها.
في مثل هذه الحالات، غالبًا ما يكون من المفيد أن يستكشف الإنسان مشاعره وتجربته مع معالج أو استشاري في الطب النفساني حيث يوفر ذلك مساحة آمنة لمعالجة العواطف وفهم تأثير نشأتك، وتطوير أنماط علاقات صحية. قد يكون من المفيد أيضًا أن تتواصلي مباشرة مع الوالدين بشأن كيفية تأثير سلوكهم عليك، ولكن يجب أن يتم ذلك بهدوء.
على الإنسان التركيز على النمو الشخصي وتأسيس حدود فيما يتعلق بالعلاقات غير الصحية ودورها في اتخاذ خيارات غير صحيحة، بدلاً من التأثر بتجارب الماضي.
وفقك الله، وتابعينا بأخبارك