بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة جامعية وملتزمة جدًّا بديني، ومتزوجة منذ أشهر قليلة، أعاني من مشكلة جنسية وهي العادة السرية؛ حيث بدأت أمارسها في أواخر أيام الخطوبة، واستمرت معي بعد الزواج مع أنه لا يوجد أي مشاكل جنسية بيني وبين زوجي، ولكني أمارسها فقط في الأيام التي لا يجامعني فيها زوجي.
فأرجو من حضرتكم أن تزودوني بالحل للتخلص من هذه المشكلة؛ لأنها تضايقني من الناحية النفسية، خاصة وأني ملتزمة دينيًّا وأشعر أنها خيانة لزوجي،
كما أرجو من حضرتكم بيان الحكم الشرعي لهذا الأمر.
30/12/2025
رد المستشار
أختي الكريمة، حالتك تدعو إلى التأمل؛ إذ بدأت في ممارسة العادة السرية في أواخر أيام الخطوبة، وكأن الخطوبة فتحت في عقلك ونفسك أبوابًا كانت موصدة، ونشرت صفحات كانت مطوية!! فهل لديك المزيد من المعلومات حول السبب في تصورك وراء هذه البداية التي تبدو في وقت غير مألوف؟!
الحكم الشرعي في العادة السرية معروف يا أختي، وهو يتراوح بين الحرمة والكراهة، ولكن في حالتك المسألة تتخطى الحكم الشرعي إلى الأثر النفسي؛ فالإشباع الجنسي الطبيعي لا يكون كاملاً إلا بوجود الطرف الآخر، وبمشاركته، أما العادة السرية فهي فعل منفرد قد نفهم ملابسات التورط فيه قبل الزواج، ولكن بعد الزواج نتوقف ونحذر أكثر.
يا أختي، ليست المسألة خيانة لزوجك، ولكنها قد تكون مقدمة لعدم التوافق الجنسي بينكما فيما بعد، ناهيك عن الإثم الذي يكون على قدر المخالفة. أختي، توجهي لزوجك برغباتك كلها تصريحًا وتلميحًا، واحصلي على متعتك معه بكل الصور والأساليب التي ترضيك، وتروق لكما، فليس الجنس جماعًا فقط، وليس الجماع إيلاجًا فقط، والحرام في هذا الشأن معروف ومحدود.
تحدثي إلى زوجك في هذه الأمور، ليس لتقولي له: إنني أمارس العادة... ولكن لتقولي له: ماذا تريد مني أن أفعل لترضى، ونتوافق، وسيقول لك، وبالتدريج سيسألك، وتتصارحان وتتعاونان حتى تصلا إلى نوع من التوافق الذي يحتاج إلى بعض الوقت والجهد والمصارحة في كل حالات الزواج.
وللتلخيص أقول لك: إن ممارسة العادة السرية بعد الزواج هي مسألة تحتاج إلى وقفة ومعالجة، ولا ينبغي إهمالها؛ لأن عواقبها يمكن أن تكون وخيمة، خاصة إذا كان شعورك باللذة المرافقة لممارسة العادة أكبر من لذتك بالجماع مع زوجك، فهل هذا واقع؟!
ولعلك تجيبين في رسالة قادمة على تساؤلاتنا عن ملابسات بدء العادة، وعن المتعة النفسية بالخيال والممارسة التي تجعلك تتمسكين بها رغم الزواج والمعاشرة، وعن مدى تفاهمكما وتصارحكما الجنسي أنت وزوجك، وعن تصوراتك لما يرضيك جنسيًا مقارنة بما هو قائم حاليًا بالفعل.
أهلاً بك، ومبارك زواجك أيتها الأخت العروس، وبارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.
واقرئي أيضًا:
في بداية الزواج.. تدريبات التوافق الجنسي
إسترجاز الزوجات.. قنبلة موقوتة.. "الانتفاضة" هي الحل
الخرس الجنسي لدى الزوجات!