السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي أتعبتني جدًّا، وهي أنني أحب فتاة حبا كبيرا، ونحن مع بعضنا من حوالي سنتين تقريبا، ولكن حبيبتي كانت مخطوبة لابن عمها من قبل ودامت خطبتهما حوالي سنتين ونصف، وبعد ذلك انفصلا بسبب بعض الخلافات العائلية وطبعا صارحتني بأمر خطبتها من البداية.
ولكن من حوالي 5 أشهر تقريبا حصلت بيننا جلسة مصارحة وسألتها عن خطيبها وإن كانا في فترة الخطوبة يتبادلان القبلات الساخنة أم لا، فأجابت بعد إلحاح: "نعم.. كان يقبلني". ومن وقتها ونفسيتي متعبة جدا وتفكيري كله في هذا الموضوع، والله أفكر فيه ليل نهار مع العلم بأننا نحب بعضنا بشكل جنوني ومتفقان على الزواج.
لكن موضوع القبلات لا يريد أن يرحل عني.. حتى إن علاقتي بها تأثرت جدا، وصارحتها بأني متضايق جدا من ماضيها ومن قبلات الماضي، وقلت لها إنني خائف من أن يكون قد حصل تطور أكثر من القبلات بينكما، فأقسمت لي أنه لم يكن فيه أكثر القبلات وأنه لم يلمس جسدها أبدا، أعلم أنه ليس من حقي أن أنظر لماضيها، أو أن أحاسبها عليه.. لكن هذا الموضوع أثر على نفسيتي جدا جدا، ولا أمل من التفكير فيه.
حاولت كثيرا أن أنسى وأن أفكر فقط في الأشياء الجميلة بيننا، ولكن بدون فائدة، ومن ناحية ثانية أنا لا أستطيع الاستغناء عنها وأحبها جدا، ولكن مجرد التفكير بأن شخصا قبلي قد لمسها ينقلب حالي وتسوء نفسيتي جدا.
بمعنى أحبها ولا أستطيع أن أتركها ولا أستطيع أن أوقف تفكيري المتواصل والمزعج.
أرجو مساعدتي وشاكر لكم جهودكم الطيبة.
1/11/2024
رد المستشار
ولدي..
حين قال رب العزة في كتابه الكريم "ولا تجسسوا"... يترجمها البعض منا على فكرة الجاسوسية الدولية.... أو حتى التجسس على الجيران.. أو على البعيدين عنا.. وبالطبع يعتبر أن التسمع لأخبارهم من سوء الأدب.. وعلى الإنسان أن يلزم حدوده ولا ينظر إلى ما لا يعنيه.
ولكني أرى أن كلمة (لا تجسسوا) تنطبق على كل الناس.. وأحب أن أتبعها بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}... فأنا أعتبرهما مكملتين لبعضهما البعض في النسق الاجتماعي والسياق الإنساني.
وأنا لست مفسرة، ولكني أحيانا أجد فلسفة في بعض الآداب والتي يضعها قرآن الله الكريم.... وهذه الفلسفة لا بد أن تتفق مع أساسيات الدين التي من بينها حسن الخلق: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. والتي من بينها العفو والصفح والستر والإحسان.
وأجد دائمًا كلما حاول شخص أن يعرف ما فاته أو أن يسأل عما كان في غيابه فإنه لا يجد إلا الندم والحزن؛ لأن الإصرار على المكاشفات لا تحتمله قلوب البشر.. إننا نسأل السؤال وفي رأسنا إجابة نموذجية نتمناها، ولكن عادة لأن الشخص المسؤول يكون في لحظة صراحة ووضوح فهو يجيب بكل دقة إجابة غالبا لم تكن في الحسبان.
أذكر أنني قلت لفتاة أعرفها إياك أن تسألي زوجك متى أحببتني.... أو هل دخلت قلبك لحظة أن رأيتني؟... ربما تكون الإجابة: "أبدا.. أنا أصلا لم أكن مقتنعًا ولكن من حولي شجعوني". أو "على العكس أول مرة رأيتك دعوت الله ألا تكوني من أتيت لأراها"!.
لماذا تفتح باب جهنم على رأسك يا ولدي؟ لقد ارتبطت بإنسانة تحبها وكان لها ظرف خاص أن كانت مخطوبة من قبل؛ فلماذا تعبث فيما لا يخصك أو يعنيك؟ حقيقي أن ما فعلته يعتبر معصية لأنهما كانا خطيبين وليسا زوجين، ولكنها تابت وأنابت.. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.. ولقد مرت تلك المرحلة من حياتها وانتهت.. وهى الآن لا تحب غيرك ومرتبطة بك.
اقرأ على مجانين:
أحبها، وأريدها، لكن لها ماضي!
اعترفت بماضيها فيفكر في فسخ خطبتها!
لو صارحته بالماضي المخزي..سأفقده للأبد.
ماضي زوجتي: وساوس وشكوك!
علي وماضي خطيبته الجنسي!
أحببتها لكن لها ماضي !
للأسف الأسئلة من هذا النوع لا يمكن أن يساعدك فيها أحد.... أنت وحدك تملك أن تساعد نفسك بأن تذكرها كل يوم.. إنها فتاة شريفة صريحة وواضحة... وقد كانت هذه الفتاة قادرة على الكذب ولم تفعل؛ وبالتالي فهي صادقة وأمينة.. وهذه هي الصفات الفضلى في الزوجة أن تأتمنها على بيتك واسمك وشرفك وأبنائك.
ولقد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها صادقة جدا حتى لو كان صدقها تسبب في عذابها وغضبك منها؛ فتوكل على الله واعقد عليها قريبا، وقل لنفسك تلك المقولة الجميلة التي ينسبها البعض للسيد المسيح عليه السلام: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".
أي أن لكل منا سقطاته وزلاته، ولا تنس أنك أنت من عبثت بعش الدبابير فانطلقت تصيبك.
مبارك لك زوجتك المحبة الصادقة الوفية..
واقرأ أيضًا:
ماضي زوجتي يؤرقني: توكل على الله!
أشك فيها: خاطبها قبلي وماضيها!
أريدها لا علاقة لها من قبل ولا ماضي!
على حافة الجنون: أنسى ماضيها أم أنساها؟