قاضي الأطفال شنق نفسه

رد المستشار

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نقول للسائل الكريم إن من مما يميز مرحلة الطفولة المبكرة (ما قبل المدرسة) ازدياد معدلات العناد والعنف والتفكير الأناني الذي يميل إلى الاستئثار بالأشياء المحببة إلى النفس دون النظر إلى احتياج الآخرين وخصوصا الأقران، وهذه مرحلة طبيعية لا تعني بالضرورة أن هذا الطفل أو الطفلة سوف يظل أنانيا فيما بقي من عمره، ولكنها مرحلة في النمو النفسي للأطفال يمر بها الجميع تقريبا، وهنا تقع مسؤولية تنظيم هذه الأنانية على الأهل بالنظر إلى سبب الخلاف الذي يكون غالبا التنافس على الألعاب المحببة إليهما أو التنافس على نيل اهتمام الأهل، ومن هنا يجب علينا توزيع الاهتمام والثناء على الأطفال بالعدل بقدر الإمكان، والثناء على أفعالهما الحميدة باستمرار، وتحديد ملكية الألعاب بمعنى أن يكون لكل لعبة مالك واحد محدد من الأطفال، وبالطبع فإننا حين نشتري لطفل لعبة نشتري لأخيه أو أخته لعبة مثلها

وليس من الضروري ولا من المحبذ أن تكون نسخة طبق الأصل من اللعبة التي اشتريناها لأخيه، بل نشتري لكل طفل اللعبة التي يفضلها ثم نسمح لهما بتبادل الألعاب إذا أرادا بموافقة الطفلين لفترة محددة نقوم بعدها بإرجاع كل لعبة لصاحبها، أو يتفقا على أن يلعبا كلاهما بلعبة أحدهما لفترة محددة فإذا قرر صاحب اللعبة إنهاء فترة اللعب المشترك نقوم بتنفيذ رغبيته وهكذا، وإذا كان لابد من وجود مصدر ترفيه واحد لأكثر من طفل (كالتليفزيون أو الكمبيوتر مثلا الذي لا توجد منه غير نسخة واحدة في المنزل) فنقوم بتحديد وقت محدد لكل طفل ليكون من حقه التحكم فيما يعرضه التليفزيون أو الكمبيوتر في وقته هو ثم تأتي فترة أخرى لأخيه أو أخته وهكذا على أن تكون الفترات متساوية ونقوم بعمل قرعة لنعرف من يبدأ أولا وهكذا في كل مرة، فإذا حدث تشابك بالأيدي بين الطفلين فصلنا بينهما بحزم وهددنا بفصلهما عن بعضهما لبعض الوقت إذا تكرر ذلك فإذا تكرر قمنا بتنفيذ ما هددنا به بأن نعزل كلا منهما في غرفة مستقلة بعديا عن أخيه أو أخته لفترة ربع ساعة أو نصف ساعة مثلا مع الإعلان بأن هذه الفترة ستزداد في حالة تكرار الاشتباك ويمكن إضافة الحرمان من الألعاب ووسائل الترفيه فترات متزايدة أيضا ولا نلجأ للضرب مطلقا حيث أن الضرب قد يزيد من ميول الطفلين لاستخدام العنف مع بعضهما خاصة إذا صدر من الوالد في حالة غضبه
 
 والله المستعان
ويتبع>>>: قاضي الأطفال شنق نفسه م. مستشار

المستشار: أ.د محمد عبد الحكيم سليم