زهرة الحب, هل تصمد وسط طوفان الاختلافات؟؟..
بسم الله الرحمن الرحيم.... أود في البداية أن أشكركم وبحق على هذا الموقع الرائع الذي وبرغم روعته لم أكن لأتوقع أن أراسله يوما ما لأعرض مشكلتي، ليس لعيب يعتور موقعكم الجميل والعياذ بالله وإنما لقناعتي السابقة أنه ما من إنسان أقدر على حل مشكلته أكثر من نفسه..
والحمد لله تغيرت هذه القناعة بفضل الله ثم بفضلكم جميعا حيث أدركت أن الإنسان في وقت الشدة لابد أن يمد يده للآخرين ليتمكنوا من إرشاده أو توسيع أفق الحلول لديه...
اعذروني للإطالة..
مشكلتي تتحدد في كوني مخطوبة لشاب يقاربني في العمر..من نفس بلدي بعد تجربة مع شاب من خارج بلدي لم تكلل بالنجاح للأسف والحمد لله على كل حال..
خطوبتنا جاءت تقليدية بكل معنى الكلمة... فأخته تعرفني..... لكنها رأت في ما يريده أخوها في زوجة المستقبل من جمال والتزام وانتماء لعائلة محترمة والله الحمد..جاء خطيبي ليراني حيث يعمل في....... ليست ببعيدة عن وطننا.. رآني ورأيته ورغم رفضي الارتباط في البداية لتعلقي بفتاي الأول إلا أنني ما لبثت أن عدلت عن رأيي فوافقت تحت ضغوط الأهل وفقدان الأمل في فتاي السابق وما تبعه من اكتئاب نطقت به ملامح وجهي قبل أن تبوح به دموعي الغزيرة ليلا ونهارا...
وتمت خطبتنا........ من التعارف الأولي.. وطبعا يثور التساؤل لم التسرع بخطبة لم يتعارف طرفاها بشكل جيد مسبقا؟؟.. والإجابة هي خوف والديَّ علي من شبح العنوسة رغم أنني في أنسب سن للارتباط كما أن ظروف عمل خطيبي خارج.... ر ورغبته في الارتباط السريع لتحقيق الاستقرار كانت دافعا للإسراع بالخطبة.
وبالفعل تمت خطبتنا وعاد خطيبي الغريب عني إلى موطن عمله.. وسأحكي لكم عن طباع خطيبي، فهو طيب إلى حد كبير.. كريم.. بار بأهله لكنه متقلب المزاج حاد الطباع يمكن استفزازه بكلمة بسيطة لا يقبل النقد أبدا خاصة أن كان لشيء من تصرفاته أو من طباعه...
أما أنا صاحبة المشكلة فطباعي كما أراها ويراها معظم من يعرفني جيدا.. هادئة.. قليلة الكلام مع الناس ملتزمة إلى حد ما ولله الحمد.. مطيعة لوالديَّ لأقصى درجة.. لا أرد الإهانات أو السباب لأحد وهذا من عيوبي التي يراها في.. لا أحب إلا الأشياء التي أحترمها جدا فلا أحب إلا ما أحترمه وأراه طيبا بعكس خطيبي الذي قد يعجب بما يراه خطأ أو ما ليس جديرا باحترامه وللأسف هذه من أحد أخطر نقاط الاختلاف بيننا..
برغم كل المشاكل التي حدثت في بداية خطوبتنا, تمكنت أنا وخطيبي من أن نحب بعضنا في وقت قصير وتمكنا من الاتفاق على نقاط أساسية في علاقتنا ساعدتنا على التفاهم رغم تضاد طباعنا... فهو يرى طاعتي سلبية وهدوئي برودا وقلة كلامي نوعا من عدم المبالاة بالحياة والناس..
وسؤالي هنا... هل يمكن أن نستمر معا ونحن لا توجد بيننا أي أشياء مشتركة؟؟ فأنا لي هوايات قليلة لكني أحبها بحق وأشعر أنها تمثل جزءا من شخصي كالكتابة والقراءة في شتى المجالات العلمية والأدبية وبخاصة السياسية.. وأحب بعض الرياضات الهادئة كالتريض.. أم خطيبي فلا هوايات لديه سوى الخروج مع أصدقائه ويرى أن لا غضاضة في ذلك مادام لا يرتكب محرما.. وأنا أتساءل أليست إضاعة الوقت في لعب الورق وإن كان لهوا بريئا حراما..؟؟
كما أنني ملتزمة إلى حد كبير على الأقل مقارنة به, ولله الحمد أحرص على فروضي وملتزمة بحجاب شرعي و أحب سماع الأشرطة الدينية خاصة للأستاذ عمرو خالد وأحب متابعة القنوات التلفزيونية الدينية... هل يمكن أن يؤدي التفاوت في مستوى التزامنا إلى مشاكل من التي يصعب التغلب عليها؟؟
أنا حقا أشعر بتذبذب كبير في علاقتي به لأنه شديد الطيبة معي لكنه عصبي المزاج بشكل كبير... أني أسأل نفسي هل ستنجح هذه الخطبة برغم كل ما بيننا من اختلافات وإقامته بعيدا عن بلدنا بما لا يسمح لنا أن فرصة معايشة حياة الأخر أو رؤية حياته عن قرب وأمنيتي بالارتباط من إنسان متدين؟؟
قرأت كتبا كثيرة عن كيفية اختيار زوج المستقبل وقرأت مقالة الأسئلة العشرة للتعارف والخطبة للأستاذ جاسم المطوع وأدرك أن كل هذه الكتابات ليست نواميس أو دساتير صالحة لكل شخصية لكني أدرك إنها لا تخلو من الصحة وأن الاسترشاد بها لا يضر لكني أرى أن هذه الخطبة كانت قرارا مخطئا في نظر كل تلك الكتابات...
تتساءلون أين آسرتي في كل هذا الجدل؟؟ آسرتي لا تعرف هذا الشاب جيدا كما خبرته أنا, دائما أطرح تساؤلاتي هذه على والدتي فأجدها لا تعرف لها جوابا وذلك لأنها ترى أن كل حالة هي حالة خاصة جدا ولا يمكن الحكم على الأمور إلا بتجربتها.. أي بعد فوات الأوان..
أما والدي فهو لا يرى الاختلاف مشكلة لأنه أصلا هو ووالدتي كانا مختلفين في كل شيء عدا مستوى الالتزام الديني...
هل من نصيحة في هذا الأمر مع العلم بأنني استخرت الله كثيرا منذ بداية خطبتنا أي منذ نحو أربعة أشهر.. وبشكل شبه يومي
29/3/2005
رد المستشار
أختي الحبيبة
نشكرك على حسن ظنك بنا وجعلنا الله أهلا لثقتك وثقة كل صاحب هم أو مشكلة طلب المشورة منا، رزقنا الله وإياك تفريج كرب المهمومين وجعله خالصا لوجه الكريم وتفريحا لقلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
حبيبتي أحمد فيك جملة في رسالتك وهي مما لا يعرفه كثير من بني البشر، وهي "أن لا أحد للإنسان أقدر على حل مشكلته أكثر من نفسه". فأي إنسان لا يستطيع حل مشكلة للأخر، وإنما فقط دور المستشار أو ذو الخبرة أن يوجه صاحب المشكلة ويفتح أمامه أبواب التفكير والرؤية لمستوى بعيد وإيجاد بدائل عديدة وقليل من يفهم هذا.
حبيبتي يمكن أن نستشف من رسالتك أنك لديك قبولا لهذا الشاب قد لا يكون تعلقا وإنما يمكن إعجاب متبادل بينكم رغم وجود الاختلافات.
والزواج أساسه جناحان هما "الحب والعقل" فالمشكلة هنا في دور العقل فمن رسالتك يبدو أنكما مختلفان في الطباع والاهتمامات والمستوى الديني وهذا دور العقل ليقرر.
حبيبتي
إن الاتفاق في معايير الاختيار شيء أساسي لنجاح البيت والزواج واستقراره وهذه المعايير كل واحد يضعها، فأنت وضعت معايير لاختيارك من مستوى ثقافي واجتماعي ومادي وديني واهتمامات مشتركة وطباع فيجب أن تفكري إن كان اختيارك لهذا الشاب يتناسب مع معايير اختيارك وليس من الضروري أن تجدي كل المعايير التي تريدينها في شريك الحياة ولكن على الأقل نسبة من كل معيار.
ثانيا الاختلاف والاتفاق في الأفكار والطباع ودورهم في نجاح الزواج يعود إلى الزوجين أو الشريكين.
وهذا أن يتقبل كل منكما الآخر بصفاته وطباعه وهذا السؤال إجابته عندك.
هل يمكنك التكيف مع خطيبك بما لديه من طباع واهتمامات مختلفة؟
وأيضا من وجهة أخرى يجب أن تتحاوري وتناقشي معه في هذه النقطة بأنه يجب أن يقبل اختلافك عنه في الطباع ويحترم هذا الاختلاف.
فأنت من تستطيعين أخذ قرار إن كنت تستطيعين متابعة مع اختلافكما أم لا.
ضعي ميزانك أمامك وضعه في كل طرف ميزان إيجابيات وسلبيات الارتباط فيه.
أما بالنسبة لوالديك فاقتناعهم برفض أو قبول ليس هاما الآن فأنت الآن صاحبة القرار إن وجدت هذا الشخص من وجهة نظرك مناسبا مع اختلافه معك أم وجدت أنه غير مناسب لك فهنا يجب أن تتحاوري مع والديك وتظهري لهم وجهة نظرك
وبالنسبة للمستوى الديني فهذا الجانب يحتاج منك لوقت وصبر، وخاصة إن شعرت أنه لديه نية في التغير من نفسه فتحاولي أن تقربيه من الدين بطريقة حكيمة وتأخذين ثواب هذا الشاب إن تم الارتباط به ولكن لكي تقومي بهذا يجب أن تكون محبة لهذا الشاب لتتحملي صعاب الموقف كما تكوني صابرة فنبينا صبر أعواما على قومه وأعوام فكيف بنا نحن بنو البشر.
والقبول أساس التغير إن كانت لديك قناعة بأنك تستطيعين سحب هذا الشاب إلى مستوى أعلى في الدين فستطيعين ولكن تحتاجين كما ذكرت لك لأدوات الحكمة والصبر والفطنة في التصرف، وتحتاجين قبل هذا كله إلى الالتجاء إلى الله والدعاء بهداية هذا الشاب، فأنت الوحيدة التي تستطيع تحديد إن كان بإمكانها البقاء والاستمرار في هذه الخطبة مع اختلافكما أم لا، وهل لديك المقدرة على تحمل هذه الاختلافات أم لا
حبيبتي أدعو الله أن يرشدك للخير واستمري في الاستخارة والله عز وجل كريم لن يختار لك إلا كل خير وأدعو الله أن يكرمك بالخير في الدنيا والآخرة.