السلام عليكم دكتور
مشكلتي باختصار كانت وسوسة قهرية فكرية عقائدية منذ ما يقارب السنة، لم أعلم في البداية أنه مرض وإنما حسبت أنه نقص في الإيمان وكنت أتعذب أشد العذاب، بعدها تطور هذا الوسواس ليمس الأمور التاريخية، فيقول هذا الوسواس اللعين، ما يدريك أن هذه الواقعة وقعت؟ وأن الجميع يكذب عليك، حتى أحب الناس إلي !
ثم صارت وساوس فلسفية حتى وساوس عن عدم وجود أماكن !!! إنها أفكار جنونية، صعبت علي التركيز في العمل، تعبت فزرت الطبيب الذي قال إنه وسواس قهري، لكن سؤالي هل هذه وساوس قهرية؟ فأنا أخشى تصديقها ! أعطاني الطبيب دواء باروكسيتين؛20مغ في اليوم. من فضلك دكتور ساعدني فأنا في جحيم
المشكلة أيضا أن هذه الوساوس السخيفة تتطور بسرعة، وكأن لديها عقل، فرغم غرابتها فهي لديها نوع من المنطق، المبني على الأوهام، كنت أفضل أن يكون عندي وسواس وضوء على الأقل هي حالة واضحة، أما حالتي فهي وساوس فلسفية، مثلا تقول لي ما يدريك أنه لو دهستك سيارة فإنك تتأذى، ما يدريك أن لك كبد ! ما يقلقني أن عقلي لا يستطيع التصدي لها وتحكيم المنطق في هذه البديهيات رغم ذكائي الشديد الذي لم يفدني في أمر تافه عكر علي حياتي.
والله الأمر صعب. هذه الوساوس تتطور وتأخذ منحى جنوني ! صارت عندي وساوس تقول لي بأن كل مادة موجودة عند لمسي لها، وعندما أرفع يدي عنها تصبح مجرد صورة ! فأقول في نفسي ما يظهر في التلفاز كله مفبرك، وعند ذهابي من مكان معين يختفي
إني أخشى تصديق هذه السخافات.
وأجرك على الله
13/2/2020
رد المستشار
الأخ الكريم/
الأصل في الأفكار أنها تنتج عن العقل يتحكم فيها كيفما يشاء، وفي حالة اضطراب الوسواس القهري ينفصل جزء من هذه الأفكار ويخرج عن سيطرة العقل، ويظل يلح بالطرق الوسواسية المعروفة.. فوصفك الوساس أنها تمتلك عقل هو وصف دقيق وقريب من الواقع.
الأمر الثاني أن الموسوس حتى يفرق بين ما هو أفكار عادية، وما هو أفكار وسواسية لابد له من تدريب على يد مختص نفساني كجزء من برنامج علاجي.
أما الوساوس فهي تتطور، وتتغير، وتختفي، وتعود.. وتظل في النهاية مجرد أفكار مرضية يمكن السيطرة عليها، والتحكم فيها.
أسأل الله لك الشفاء العاجل. وتابع البرامج العلاجية الذاتية على موقعنا موقع "مجانين".
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري (1-4)